IMLebanon

تعليم طلاب صفوف الروضات… “مش ماشي الحال”

كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم”:

 

“مش ماشي الحال”، هكذا يختصر بعض أهالي طلاب صفوف الروضات تجربة تعلُّم أولادهم عن بُعْد، لأسباب كثيرة، من بينها أن هذه الفئة العمرية من الطلاب تتطلّب مواكبة بنسبة 100 في المئة، فيما أن ذلك أكثر من مستحيل، لأن الأهالي يعملون، بينما يمضي الأولاد أوقاتهم مع الجدّة التي قد لا تتمكّن من متابعتهم كما يجب.

قد يكون الوضع أكثر سهولة بالنّسبة الى طلاب الصّفوف الإبتدائية، رغم صغر سنّهم، وبمعزل عمّا قد يواجههم من مشاكل تقليدية، مثل الضّعف في شبكة الإنترنت، أو الإنقطاع المتكرّر للتيار الكهربائي. ولكن المشكلة الأساسية تتركّز لدى طلاب صفوف الروضات.

وشدّدت الأكاديمية والأستاذة الجامعية الدكتورة لورانس عجاقة على أن “فيروس “كوفيد – 19″ أصبح واقعاً فُرِضَ علينا، ويتوجّب التعايُش معه بلا استخفاف، سواء أعجبنا ذلك أم لا. وبالتالي، لا يمكن التلاعُب بصحة الأولاد”.

وأشارت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “الصّعوبة في التعليم عن بُعْد موجودة، ولا سيّما في مرحلة الروضة، ولا نُنكر ذلك، ولكن يُمكن التعامُل مع هذا الواقع من خلال تفاعُل الأهل مع المعلّمات”.

وشرحت:”لا ضرورة للتركيز فقط على طُرُق التعليم التقليدية، بل لا بدّ من الإستعانة بـ “gamification programs” مثلاً، تعلّم الأولاد وتمكّنهم من التفكير ومن تقييم ذواتهم بطريقة منطقية. كما أنه لا بدّ من الإستعانة بطُرُق التعليم التي تقوم على اختبارات حيّة للأمور عن بُعْد، ومن المنازل”.

وأوضحت عجاقة:”هذا النوع من التعليم، يسمح بجعل المهارات والمواد التعليمية من رياضيات وعلوم ولغات وتكنولوجيا… منخرطة في حياة الولد. وهذه مقاربة جديدة، لا بدّ من خوض غمارها، لأنها تساعد على اكتساب كل المواد التعليمية، بطريقة فعّالة”.

وأضافت: “يُمكن استعمال طُرُق تعليمية كثيرة لطلاب صفوف الروضات، قائمة على التفاعُل بين التلميذ والمعلّمة والأهل، تحفّز التفكير النّقدي لدى الأولاد، وتمكّنهم من اكتساب كل أنواع المعلومات. وهذا ليس صعباً بحدّ ذاته. لا بدّ من الخروج من فكرة الإعتماد على التعلُّم في الصّفوف حصراً، وربط كلّ شيء بالحضور المباشر الى المدرسة. فاستعمال التقنيات بطريقة إيجابية يساعد كثيراً في ظروف مماثلة”.

وردّاً على سؤال حول صعوبة الإلتزام بتلك الأمور، لا سيّما أن الأهل يعملون، أجابت عجاقة:”بفعل الأزمة الإقتصادية والمالية، باتت نسبة كبيرة من الأمهات بلا عمل. أما بالنّسبة الى اللّواتي يعملن، فإن الأشقاء الأكبر يُمكنهم متابعة الأصغر، خصوصاً أنهم يتابعون التعلّم من المنازل، عن بُعْد أيضاً”.

وختمت:”الأمور ليست صعبة، ولكنّها تحتاج الى تكاتُف الجهود بين الأهل والأولاد والمدرسة والمعلّمات. فإذا أخبر الأهل أولادهم قصّة في المنزل مثلاً، وتفاعلوا معهم في شأنها، وعوّدوهم على التفاعُل أيضاً خلال أوقات الفراغ، فإنهم يساعدونهم كثيراً على طُرُق التعلُّم عن بُعْد. ولكن لا يزال التعاطي مع “كوفيد – 19″ غير جدّي 100 في المئة، وهو ما يفتح أبواب مطالبة البعض بالحضور الى المدارس”.