IMLebanon

إيران اعترفت بإسرائيل في لبنان

كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم”:

 

ها هي إيران تعترف بإسرائيل رسمياً، ولكن “من كيس لبنان”، وفي عزّ أزماتها الإقليمية والدولية.

فقبول “المُمانَعَة” اللّبنانية بالإطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية والبرية في جنوب لبنان، بوساطة أميركية، وتحت علم الأمم المتحدة، رغم إيجابياته، قد يقع في مكان ما، في دهليز مناورة إيرانية جديدة، تحفظ رأس طهران أمام سيوف نقمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا أُعيد انتخابه في الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وتحضّر أوراق الإبتزاز الإيراني للمرشّح الديموقراطي جو بايدن، في ما لو نجح في دخول “البيت الأبيض” بعد 3 تشرين الثاني القادم.

“على حرير”؟

المناورة الإيرانية قد “تنام على حرير” أن لا شيء يُمكن بتّه سريعاً. وبالتالي، هي تقول للأميركيين خذوا التفاوُض جنوباً، واتركوا الحدود اللّبنانية الشمالية والشرقية مفتوحة، واسحبوا بند ضبطها عن الطاولة. وهو ما سيخفّف الضّغوط عن “حزب الله” في لبنان، وعن طهران في لبنان وسوريا والعراق، في شكل قد يُفَرمل الهجمات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا أيضاً، منعاً لسقوط قتلى لـ “الحزب” في عزّ التفاوُض الحدودي الجنوبي. كما يخفّف الضّغط الأميركي عن التواجُد الإيراني الميليشياوي في العراق، على وقع تهديد واشنطن بإقفال سفارتها في بغداد إذا استمرّت الهجمات الصاروخية التي تشنّها الميليشيات التابعة لطهران.

بين إسرائيل وإيران

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن “إطلاق المسار التفاوضي في جنوب لبنان يشكّل تهدئة، وفرمَلَة لإمكانية اندلاع عمليات عسكرية، لا سيّما أن إيران و”حزب الله” يُدركان أن أموراً كثيرة كان يُمكنها أن تحصل قبل شهر من الإنتخابات الأميركية، من بينها إمكانية إعطاء غطاء أميركي لتل أبيب، لتقوم بأمر عسكري معيّن، يساعد ترامب في تجميع أوراقه الإنتخابية”.

وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أن “هذه المفاوضات ستكون بين إسرائيل وإيران، على أرض لبنان. وخلال هذه الفترة، لن تقوم تل أبيب بعمليات عسكرية، وحتى إن “حزب الله” لن يستهدف الجيش الإسرائيلي، ردّاً على مقتل أحد عناصره في سوريا، في غارة إسرائيلية قبل نحو شهرين”.

وأكد أن “حقيقة السلوك الإيراني في جنوب لبنان ستظهر بعد الإنتخابات الأميركية. ولكن الإيرانيين سيُصدَمون بفوز بايدن إذا حصل”.

خطوط حمراء

وشرح المصدر:”لن يتمكّن بايدن من أن يكون ليّناً مع الإيرانيّين، بسبب خطوط حمراء كثيرة دخلت الى الملف الإيراني مع ترامب”.

وختم: “الأمور ما عادت تتعلّق بإجراءات مرتبطة بالكونغرس فقط. ففي المستقبل ستُصدَم طهران بأن بنوداً متعدّدة في ملفّها صارت على طاولة تقديرات القيادة العسكرية وأجهزة الإستخبارات الأميركية، التي ستُقدَّم كبرامج عمل في سياسات رؤساء واشنطن مستقبلاً. وهو ما يعني أن هوامش المناورات الإيرانية ستُصبح أصعب”.