IMLebanon

هكذا وافقت “الممانعة” على الترسيم مع إسرائيل!

كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم:

بمعزل عن الشكل الذي سيأخذه مسار المفاوضات الحدودية غير المباشرة، بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أميركية ورعاية دولية. وبغضّ النظر عن موعد حصول الإتفاق، فإن أساسيات كثيرة تتحكم بهذا الملف على الصّعيد التقني، وتُخرِج تلمُّس مستقبله من مستنقعات الغوص في أسماء الفريق اللّبناني المفاوِض، أو في الكلام التبريري لهذا الفريق، أو الهجومي لذاك.

فـ “المُمانَعَة” ماضية في تبرير موافقتها على الترسيم مع إسرائيل بكلام كثير، يجنح كالعادة الى تصوير انتصارات لها، نبحث عنها منذ نحو أسبوع دون أن نجدها، لأن الواقع يُظهر معطيات مختلفة تماماً، تعود الى متغيّرات دفينة حصلت على مستواها (المُمانَعَة) المحلّي والإقليمي، وهي تحتاج الى بعض الوقت لتظهر تفاصيلها.

بطولات

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن “موضوع الحدود البحرية واسع جدّاً، إذ يرعاها قانون البحار، وهو ما يُخرجها من أي إطار سياسي ذات طابع محلّي، ويرجّح كفّة العمل عليها من زاوية القوانين الدولية”.

وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “شروط قياس عمق المياه، ومقاربة نقطة الأساس التي منها يتمّ احتساب مسافة الـ 12 “مايل” البحري للمياه الإقليمية، وللمياه الإقتصادية الخالصة، وتحديد موقعها، كلّها أمور تحتاج الى أن تُقارَب من خارج إطار البطولات الكلامية”.

وأضاف:”الإشكالية بين لبنان وإسرائيل تقع حول هذه النقطة (أي نقطة الأساس). وعندما يبدأ الإتّفاق على الحدود البحرية، فهذا يعني تأمين الإتّفاق على نقطة الأساس التي هي على البرّ أيضاً. فقياس الحدود البحرية يتطلّب خطاً برياً يُنطَلَق منه لقياس الـ 12 “مايل” البحري”.

نزع فتيل

وشرح المصدر:”متى تمّ الإتفاق على الحدود البحرية،  فإن ذلك سيشكّل بداية لنزع الفتيل المتفجر في هذا الملف. فترسيم الحدود البحرية لا يمكنه أن يحصل دون الإتفاق على نقطة الأساس، التي بدورها عندما يُتَّفَق عليها، تنتهي كل مشكلة يُمكنها أن تعترض الترسيم الحدودي البرّي”.

وأوضح:”الخلاف على الخط الأزرق يقوم على نقطة الـ B1. ولا يُمكن رسم الحدود البحرية دون المرور بالـ B1، الذي عندما يُتَّفَق عليه أيضاً، سيُصبح كل الباقي عبارة عن تفاصيل”.

الحكومة

وكشف المصدر أن “الحكومة اللّبنانية التي كان من المُفترَض أن تُبصِر النّور قبل ثلاثة أسابيع، أُخرِجَت من المشهد ومعها المبادرة الفرنسية، بدفع إيراني، إذ إن تشكيلها كان سيتمّ بالتزامن مع الإعلان عن اتّفاقات التطبيع الخليجية – الإسرائيلية التي تُمعِن بتطويق إيران في عُمقها الخليجي”.

وقال:”تعرقلت مهمّة الرئيس المكلّف مصطفى أديب، وتشكيلته الحكومية، بزيارة قام بها وزير الأمن الإيراني محمود علوي الى سوريا، حيث التقى مسؤولين وقياديين لبنانيّين ومن “حزب الله”. وبعد هذا اللّقاء بدأت شروط “الثنائي الشيعي” تنهمر على حكومة أديب، من حيث التشدّد بالإحتفاظ بحقيبة المالية للشيعة، والإصرار على تسمية الوزراء الشيعة كلّهم، وحتى التقصّي عن البيان الوزاري للحكومة الجديدة قبل أن يصدر، في ما لو تمّ تشكيلها وفق الشروط الشيعية”.

وتابع المصدر:”إيران ردّت في لبنان على تطويقها بالخليج، عبر التطبيع العربي – الإسرائيلي، وهي رسالة الى الأميركيين والفرنسيين تقول إن لبنان ملعبها الأساسي، ولن تتمكّنوا من دخوله. فضلاً عن أنها استنهضَت قوّة “حزب الله” من جديد، بعد التراجُع والتراخي الذي أصابه في مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي”.

وختم:”إعلان موافقة الفريق “المُمَانِع” على إطار للتفاوض الحدودي غير المباشر مع إسرائيل، لا يخرج من تلك الدائرة نفسها. وهو ما يعني أن الموضوع أبعد من تبرير “مُمانِع” من هنا، وآخر من هناك، بل يتعلّق بصورة الكباش الحاصل على مستوى المنطقة، ولا سيّما بين الأميركيين والإيرانيين”.