IMLebanon

“التيار” يستعدّ لـ”13 تشرين”… و”القوات” تتجنّب أي احتكاك

كتبت ماجدة عازار في “نداء الوطن”:

أول استحقاق داخلي أمام رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل، بعد أن يُنهي فترة حجره الصحّي في منزله، سيكون ذكرى 13 تشرين التي يستعدّ “التيار” لإحيائها هذا العام، على نحو مختلف عن العام المنصرم.

ويبقى السؤال: هل ستتضمن المناسبة مواقف نارية على غرار العام الفائت، حين فاجأ باسيل الجميع من ساحة الحدت، بلدة “الألف شهيد”، بقوله إنه يريد الذهاب إلى سوريا “كي يعود الشعب السوري إلى سوريا كما عاد جيشها”، وحين تحدّث عن “13 تشرين اقتصادي”، وحين طالب الرئيس ميشال عون بأن يضرب على الطاولة في حال شعر أنه لم يعد بإمكانه التحمّل، وأعلن الإستعداد لقلب الطاولة قائلاً: “نحنا منطلع على ساحة قصر الشعب أحسن ما نكون جالسين على أحد كراسيه، وأنت بترجع تتصرّف متل العماد عون يمكن أحسن من الرئيس عون”. الجواب حتماً ملك باسيل، ولئن اختلف المشهد السياسي اليوم عن الأمس، بعدما اهتزّت “وثيقة مار مخايل” وانهار “تفاهم معراب”، ودُفنت مقولة “أوعا خيك” على أعتاب ميرنا الشالوحي.

وفي معلومات “نداء الوطن” أنّ “التيار الوطني الحر” سيحيي ذكرى 13 تشرين هذا العام عبر سلسلة نشاطات تتوزّع بين ندوة حوارية يديرها قطاع الشباب في “التيار” تحيّة لـ”شهداء 13 تشرين” الذين ستُعرض صورهم، بحضور بعض من عاصروا تلك المرحلة، وستتخلّل الندوة مسيرة شموع ستجري يوم الاثنين المقبل في 12 الجاري، يليها قداس في المعهد الانطوني في بعبدا يوم 13 تشرين بحضور عدد من كوادر “التيار”، علماً انّ الدعوات ستكون محدّدة وغير مفتوحة نظراً الى الظروف الراهنة. وسيلي القداس وضع أكاليل على كلّ الجبهات التي شهدت معارك في تلك الفترة وسقط فيها عدد من الشهداء.

يترافق ذلك مع حملة إعلامية ومحطّات وجدانية في بعضها حول معاني ذكرى 13 تشرين، وسياسية في بعضها الآخر تتمحور حول الحملة التي تعرّض لها “التيار” والرئيس عون وأدّت الى نفيه والحؤول دون تحقيق مشروع لبنان الحرّ، علماً أنّ بتّ كافة التفاصيل والنشاطات المتعلقة بالمناسبة يبقى رهن تطورات الوضع الصحّي في البلاد وما تستوجبه جائحة “كورونا” من موجبات اقفال وإغلاق تبعاً لمستجداتها.

“التيار” يعتبر وِفق مصادره أنّ “الحملات ما زالت تلاحقه وتلاحق العماد عون منذ العام تسعين، ولم تتوقف”، ويشعر اليوم بأنّه “يعيش 13 تشرين حقيقياً ولا يُحيي فقط ذكرى 13 تشرين، فبين 13 تشرين 1990 و13 تشرين 2020 الحرب نفسها تتكرّر في وجه من يريد بناء دولة سيّدة قويّة حرّة مستقلّة قادرة، والممارسات نفسها تتكرّر لمنع تحقيق مشروع حماية هذه الدولة وتقوية مناعتها وتثبيت ركائز قوتها، وللحؤول دون تنفيذ الإصلاحات المنشودة ومكافحة الفساد”.

ويرفض العونيون مقولة إنّ الحملة التي يتعرّض لها “التيار” قد أضعفته، “فلا شيء يمكن إضعاف “التيار” مهما اشتدّت عليه الحملات، لأنه يقوى بشعب يقف خلفه ويؤمن بمبادئ “التيار” وبمشروع الرئيس عون، واذا وُجِد من تحمّس وانضمّ الى “التيار”، ثمّ شعر في وقت الأزمات بأنّه لا يريد مواصلة المسيرة لسبب ما، فـ”التيار” يعتبر أنّه طهّر نفسه من هؤلاء، علماً انّهم قلّة جداً، و”التيار” قوي لأن نواته صلبة، والمؤمنون بمشروعه مستمرون في مواصلة المسيرة. كذلك فإن “التيار” لا يضعف لانه بُني على مشروع وقضية، وإدارته قوية ومتماسكة، ولو لم تكن كذلك لما كان عرضة للهجوم الى هذا الحدّ، لا بل كان الجميع تعامل معه كأي حزب او تيّار آخر، وحضور “التيار” الدائم يؤكّد انّه قوي وموجود ولو لم يكن رئيسه قوياً لما كان عرضة لهجوم دائم”.

“القوات”: لتجنّب اي احتكاك

في غضون ذلك، عمّمت “القوات اللبنانية” وفق معلومات “نداء الوطن”، على مناصريها تجنّب اي احتكاك مع”التيار الوطني الحرّ” في هذه المناسبة وفي أي مناسبة أخرى، انطلاقاً من أنّه من حقّ أي طرف أن يُحيي مناسباته بالطرق التي يراها مناسبة، خصوصاً وأنّ هناك من يريد استدراج “القوات” أو الطرفين الى مواجهة بينهما لأسباب معلومة مجهولة، فيما “القوات” لا تريد أي اشتباك من هذا النوع، وتعتبر أنّ لكلّ طرف الحقّ بالتعبير عن مواقفه السياسية ضمن سقف الحقّ في الإختلاف.