IMLebanon

ترسيم الحدود بوفد تقني.. وإسرائيل تريد تطعيمه بسياسيين

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

يتواصل مسلسل الكوارث، التي تنهال على اللبنانيين العالقين في شبكة أزمات صحية واقتصادية ومعيشية، منذ انفجار الأزمة الاقتصادية قبل نحو عام، واندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول على اثرها.

وبينما لا يزال جرح انفجار مرفأ بيروت مفتوحا، سواء لناحية كشف ملابسات هذا التفجير، أو لناحية التعويض على المتضررين الذين تكفلت بهم منظمات مدنية ودولية، عاش لبنان على مدى اليومين الفائتين كارثة بيئية جراء اندلاع حرائق، امتدت من جنوب لبنان في صور ومرجعيون والزهراني، الى عكار والضنية شمالاً، ولم توفّر منطقة عاليه والشوف في جبل لبنان، في مشهد يتكرر سنويا ويكشف اهتراء مؤسسات الدولة وعجزها، حتى عن إطفاء حريق. وأتت الحرائق على مساحات واسعة من الأحراج والأشجار المثمرة لتلتهم ما تبقّى من لبنان الأخضر. وأكد عدد من رؤساء البلديات ان «الحرائق مفتعلة»؛ إذ لا يمكن لحرارة الطقس أن تشعل أحراجا عند ساعات الفجر الأولى.

وإلى مشهد الحرائق المستعرة، عاشت منطقة الطريق الجديدة ليلة من الرعب، وصفها الأهالي «بميني انفجار 4 آب»، جراء انفجار خزان يحتوي على مادة البنزين في أسفل أحد الأبنية، واسفر عن مقتل 3 اشخاص وجرح اكثر من 50.

معيشيا، لا يزال هاجس قرار حاكم المصرف المركزي رفع الدعم عن السلع الاساسية، أي المحروقات والأدوية والقمح، يقلق اللبنانيين. لا سيما في ظل التخبط بين اركان الحكم حيال هذا القرار. لكن كل المؤشرات السياسية والاقتصادية والنقدية تؤكّد أن رفع الدعم آتٍ لا محالة، وفق مصادر مصرفية. وفي هذه الاثناء حلّقت اسعار العديد من السلع الاساسية بشكل جنوني مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء فوق عتبة 8500 ليرة. وفي الملف الحكومي، لم تتبلور بعد مواقف الكتل النيابية من مبادرة الحريري بصورة نهائية، على ان يشهد الأسبوع الطالع اتصالات مكثفة يباشرها «المرشح الطبيعي» لرئاسة الحكومة سعد الحريري. علما بأن تكليف الحريري لا يعتمد على مواقف الأطراف الداخلية وحسب، وفق أوساط سياسية تعتبر انه من المهم رصد مواقف القوى الإقليمية، خصوصاً تلك التي كانت تضع «فيتو» على تولي الحريري رئاسة حكومة، في ظل هيمنة «حزب الله» والتيار الوطني الحر على الساحة السياسية.

ولا تستبعد المصادر حصول انقلابات في مواقف بعض الكتل، بناء على معطيات، حصلت أخيرا في انخراط لبنان في التفاوض مع إسرائيل او في تصاعد سقف العقوبات الأميركية، الا انها تعتبر ان الحريري بعودته عن قراره السابق انما يسعى إلى تعويم المبادرة الفرنسية، من خلال عقد تسوية مع الثنائي الشيعي وفريق رئيس الجمهورية، لتكليفه تشكيل الحكومة، لأن الخيار الآخر يعني ارجاء تشكيل الحكومة الى ما بعد الانتخابات الاميركية. ولكن، هل يقبل الحريري بتشكيل حكومة بأصوات «حزب الله» والتيار الوطني ومن دون موافقة القوات والاشتراكي؟

مصادر إعلامية مقربة من الثنائي ألمحت الى استحالة تسمية الحريري في حال لم يحظَ بميثاقية مسيحية. واذا كان حزب القوات اللبنانية قد اصدر بيانا فنّد فيه «مغالطات» الحريري وأظهر عدم حماسة قواتية لتسميته فإن الانظار متجهة لمعرفة موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي قد يلتقي الحريري في الساعات المقبلة، إذ يُبقي التيار الباب مفتوحا على التفاوض، معتبراً ان إعادة طرح تشكيل حكومة بالمعايير السياسية التقليدية امر ممكن، لكنه يكون خارج سياق المبادرة الفرنسية، وهذا له شروطه الخاصة. ترسيم بوفد تقني وعلى مسافة أيام من انطلاق اجتماعات ترسيم الحدود برعاية اممية في الناقورة، اجتمع قائد الجيش العماد جوزيف عون مع الوفد المكلف ملف التفاوض لترسيم الحدود، واعطى التوجيهات الاساسية لانطلاق عملية التفاوض.

وإزاء إعلان اسرائيل عزمها تشكيل وفد سياسي، لا تقني فقط، جدّد الحزب الاشتراكي «التحذير من مغبّة وقوع السلطات اللبنانية في فخّ الانجرار لإجراء تعديلات على أعضاء الوفد عبر إضافة شخصيات ذات طابع سياسي».