IMLebanon

مناورات “التكليف” في الوقت الضائع وزمن الخسائر

كتب زياد علوش في “اللواء”:

المناورة، وسيلة تُسْتَعْمَل للتَّمْويه والوصول إلى الغاية المَقصودة بدون اِسْتِرعاء الانْتِباه، مُداورة. إلا أن مناورات الساسة اللبنانيين هي طريقة للغش والخداع وتزييف الحقائق والتزوير وامتصاص دماء الشعب واستعباده واستمرار نهب خيراته ومدخراته، حيث إن قاعدة (الغاية تبرر الواسطة) هي الأساس الذي تبنى عليه المناورات السياسية عندهم. لذلك من المهم قراءة التاريخ السياسي المليشياوي، سواء للأفراد أو التكتلات السياسة في لبنان، حتى نعرف أساليبهم في التحرك السياسي والصفقات الحكومية والبرلمانية.

الوَقْتُ: مِقدارٌ من الزمان قُدِّر لأَمرِ مَّا، وضيّع الوَقْتَ اي: أنفقه فيما لا يفيد. الوقت الضائع:idle time هو وقت التكليف والتأليف الغير متكافئ بين الجهد والانتاج، وعلية تسقط نظرية مشاورات التأليف قبل التكليف. على ان الأمور مرهونةٌ بأوقاتها، بحيث يجب ضبط توقيت، التكليف والتأليف الحكومي اللبناني بحسب التوقيت الفارسي، المنشغل بأزمة «ناغورني قاره باغ» والمجموعات المسلحة التي استقدمت الى حدود ايران والملف العراقي المتأزم.

على ان الاستراتيجية «السعودية الاماراتية المصرية» في لبنان هي ترك ايران وأذرعتها تغرق في الرمال «الدينكوشوتية» في المستنقعات العراقية والسورية واللبنانية والفلسطينية والآذرية.. دون حرب وهكذا لا تستطيع طهران اللعب مع فريق لا يريد اللعب، واكتفى بالمشاهدة من على مدرجات الجمهور، والى حد ما تنطبق الاستراتيجية العربية اياها على التمدد التركي.

يمكن للثنائي الشيعي في بيروت المناورة تحت عنوان المماطلة وكسب الوقت والماني المؤجلة لحين انتخابات الرئاسة الامريكية الداهمة.

التعطيل المستمر لعمل المؤسسات هواية لدى «الممانعين» لفرط الكيان بالتدريج ضمن نظرية «الفوضى البناءة» على مستوى لبنان و«الهلال» لا اكثرية تحكم ولا توافق ينجح، تلك نظرية خطيرة وسيف ذو حدين في ظل الانهيارات الاقتصادية والمالية والنقدية وبالتالي الاجتماعية مع بوادر تفلت امني على غرار ما حصل في البقاع وتحديات امنية ارهابية تمثلت في سلسلة المداهمات شمالاً بدءاً من كفتون في«الكورة» مروراً بعملية البداوي في ضواحي طرابلس «والعامرية» في الدريب الاوسط و«الفرض» في وادي خالد المتاخمة للحدود اللبنانية السورية حيث ربطت التحقيقات الامنية بين الخلايا اياه وتنظيم داعش الارهابي واستعدادها لتنفيذ عمليات في الداخل اللبناني، مع ما يعني استفحال ازمتي المخيمات والنزوح السوري خاصة ان تلك الخلايا الارهابية كانت تضم عناصر من الجنسيات الثلاث اللبنانية والسورية والفلسطينية.

الملفت ان المجلس النيابي حيث السؤال المستمر عن جدوى اعضاءه قد عطل سابقاً بوجود رئيس يتم فرضه في الزمان والمكان المناسبين ضمن مقولة «فائض القوة» فيما تعطيل مقامي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء كان دائماً لصالح تسمية اي شخص يكون في اي من الموقعين، وهذا يعني سيطرة مطلقة للثنائي الشيعي «امل وحزب الله» على الحياة السياسية اللبنانية والتي مفادها اعطاء الكرسي في الموقعين الاول والثالث وسحب الصلاحيات، يمكن وصف السيطرة اياها بالسلبية قياساً على النتائج الوطنية المحققة.

يبقى السؤال هل هناك حكومة ام لا بعد اعتذار الدكتور مصطفى اديب، قياساً: يمكن القول ومع تحديد رئيس الجمهورية ميشال عون لتاريخ مشاورات التكليف كواجب دستوري في الخامس عشر من الشهر الجاري بعد فشل محاولة تعويم حكومة حسان وبمعزل عن القدرة على التأليف، تقدم المسار الامريكي على الفرنسي منه وقد فقد الاخير زخمه لاسباب متعددة اقلها ضآلة الاوراق الفرنسية في بيروت، رغم الحضور الوجداني ل «فيروز» واجبار ماكرون على المناورة بين طهران وانقرة، ولان العصى الامريكية من خلال العقوبات على الممانعين المحليين والاقليميين امضى من كتاب الجزرة الفرنسية بالاماني والوعود المؤجلة، وبالتالي تفضل طهران الحوار مع الاصيل في واشنطن بدل الوكيل في باريس، فكان « اتفاق – الايطار» لترسيم الحدود البحرية» في الزمن الدقيق مع فقدان التوازن بين توازي الحدود البرية والبحرية في عملية الترسيم.

وعلى قاعدة «درء مفاسد العقوبات الاميركية على الثنائي والحلفاء مقدمة على جلب المصالح للبنانيين عبر حكومة اختصاصيين ومستقلين والاصلاحات وانعقاد سيدر وملحقاته» يستمر المسار اللبناني نحو «جهنم» حسب توصيف الرئيس عون.

مع امكانية ظهور تسويات ما يعرف بمفاوضات الكواليس حيث اوكل الدور العُماني الاقليمي للرئيس بري على المستوى المحلي ،يتمحور الحديث راهناً عن مدى تقبل «حزب الله» للتنازلات المؤلمة والتي ستفقده الكثير من مسببات وجوده الامني والعسكري وبمرونة واشنطن المستبعدة زمن التهافت والتطبيع العربي، في موضوع استبعاد حزب الله عن التشكيلة الحكومية بما تستلزم من تداعيات تصل لحد استبعاد صيغة «الجيش الشعب المقاومة» من البيان الحكومي تحت بند سحب ذريعة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مقدمة لفقدان مبرر وجود السلاح نفسه وضرورة تحول الحزب لدور سياسي في الواقع اللبناني.

يبدو الحديث عن عودة الرئيس سعد الحريري في ظل صمت سعودي خصوصاً بعد تصريحات «الملك سلمان» بوجوب نزع سلاح «حزب الله» وتصريحات وزير الخارجية الاماراتي «انور قرقاش» حول صيغتي الدولة والدويلة،يحجب الرؤية عن اي ضؤ اخضر خليجي وبالتالي عربي لعودة الحريري رغم مبادرة الرئيس ميقاتي وتسميته للحريري على اساس الحكومة التكنوسياسية «ولتاخذ الديمقراطية مجدها» ربما جملة الميقاتي الاخيرة توضح مغزى المبادرة في انها استمرار لحرق الشخصيات في طريق رئاسة الحكومة حتى داخل منتدى رؤساء الوزراء السابقين بحيث تبدو عين الميقاتي نفسه على الرقم ثلاثة كبديل ممكن في الظروف الاستثنائية بناء على تجربتيه السابقتين. هنا تتجلى الازمة الحقيقية قكل الاطراف السياسية ليس لديها رؤية خلاص وطني بل مجرد مشادات ومصالح آنية ويبقى التغريد ب»الحياد الايجابي» مجرد لحن يسمع في الاوقات المستقطعة بين جولات القتال.

مع عجز «ثورة» 17 تشرين الواضح، التوصيف الدقيق ان الحافلة اللبنانية تتجه نحو الهاوية دون سائق او مقود، كل شيئ ينهار باستثناء منظومة الفساد، من التخلي الكلي «نفسي نفسي» على ان الطبقة السياسية الفاسدة  والمفسدة تفضل الانهيار وتعمل عليه بغية الافلات من العقاب والتدقيق المالي ما لم تتمكن من الاستمرار في الاشراف على التفليسة النهائية.

لا مشكلة عند الفاسدين والمفسدين وقد حولوا المسروقات الى حيث يمكنهم التمتع بها في الخارج حينها لا بأس من القفز من وطن الحقيبة وترك الفقراء لمصيرهم المحتوم.

الأمعاء الخاوية

معركة الأمعاء الخاوية تطلق اساساً على معركة يقودها الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي من خلال امتناعهم عن تناول الطعام في إضراب عام ومفتوح الأجل، حيث يمارسون فيها سياسة الضغط على إدارة السجون من أجل تحقيق مطالبهم، ولطالما ذهب بعضهم الى النهاية واستشهد.