IMLebanon

أنا أصدّق جبران

كتب عماد موسى في صحيفة “نداء الوطن”:

 

أعلن ولي عهد الجمهورية في ذكرى 13 تشرين أن “تكتل لبنان القوي سيتقدم باقتراح تعديل دستوري يلزم رئيس الجمهورية بمهلة قصوى لا تتخطى الشهر الواحد لتحديد موعد للاستشارات النيابية، وآخر يلزم رئيس الحكومة المكلف مهلة شهر كحد أقصى لتأليف الحكومة، وإلا اعتباره معتذرا حكما”.

ولماذا يحتاج رئيس الجمهورية إلى شهر؟ “ليمخمخ” ماذا؟ ألكي يمحّص في جدول مواعيده؟ أو ليدرس حركة الكواكب والنجوم ويختار اليوم المناسب لاستشارات نيابية ملزمة؟ في أي حال أنا أصدّق جبران في سعيه الدؤوب إلى ابتكار حلول للأزمات الدستورية التي يعاني منها النظام، في ما لو أضاف اقتراحاً ثالثاً يقضي باعتماد الأكثرية العادية في انتخاب رئيس الجمهورية في حال تعطّل النصاب لأكثر من شهر.

أنا أصدق جبران عندما قال إن “دستور لبنان عفن وأتانا بالدبابة”. أصدّق لو أن الجنرال ميشال عون حلف في 31 تشرين الأول 2016 “بالله العظيم” أنه سيحترم دستور مملكة ليختنشتاين وليس “دستور الأمة اللبنانية”.

وأصدق أن من يريد “ترؤس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون هو الاختصاصي الأول او أن يتنحى لاختصاصي آخر”، في حال أريد إقصاء السنّة عن القرار السياسي للمرة الأولى منذ العام 1943، أو أصدقه لو أن السنّة قرروا التنازل عن منصب رئاسة مجلس الوزراء للأرمن الكاثوليك.

وأصدق كل فرضيات جبران ومنها “فلو أن المواجهة هي تقليدية بالعسكر نربحها وربحناها أصلا”. فلو حدّد بشكل أدق أين ربح “أصلا”؟ في المالكية؟ أو في حرب التحرير؟ أو في 13 تشرين؟ أو في تحرير شبعا؟ أو في فض النزاعات العسكرية بين عيلة جعفر وعيلة شمص؟ وليس في الخطاب واقعة او اسم.

وأصدق جبران “أن المواجهة اقتصادية ومالية لتركيع البلد والسلاح هو الدولار”، في ما لو أهدر حاكم مصرف لبنان 49 مليون دولار ضخّها جبران، كوزير للطاقة ووصي على الوزارة، في الخزينة العامة وبددها الحاكم!

أصدق أن “الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير لدرجة ان الفريقين جاهزان لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيل مكسب”، لو كشف جبران بوضوح هوية الفريق الثاني. الفريق الأوّل هو منظومة “العهد القوي” الثاني مين؟

أنا العابر على خطاب العام اقشعر بدني وأصدق حتما قول جبران حول “معمودية الـ30 عاما من النار والنضال، من العذاب والظلم والاستهداف، من النفي والسجن إلى الحكم، من القهر في الخارج والداخل”، ليت جبران حسم من العقود الثلاثة 50% على الأقل ليصدقه “جمهور غير عوني”. فيا نموذج حديث النعمة، المرفّه، الأنيق، الجذّاب، المدلل، المتعجرف الحاكم بأمره مين قاهرك يا حبيبي؟