IMLebanon

نادين لبكي: نمرّ بمرحلة صعبة وحساسة

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

أعلنت منصّة Netflix، عن إطلاق مجموعة تضم 34 فيلماً لبنانياً منها أعمال درامية ورومانسية وكوميدية وساخرة، لتقدم لأعضائها تجربة غير مسبوقة من خلال مجموعة خاصة بعنوان “من لبنان”. وعلمت “نداء الوطن” أنّ القائمة “تتضمن أفلاماً لمخرجين لاقوا استحسان النقاد من بينهم مارون بغدادي وفيليب عرقتنجي ورندة الشهال صباغ وزياد دويري ونادين لبكي وغيرهم”.

نادين لبكي: سعيدة لعرض “كراميل” لأنه صُوّر في بيروت

أعربت المخرجة نادين لبكي عن سعادتها بوصول أفلامها الى الجمهور على هذه الشبكة، مشيرة الى أنّ “هذه فرصة للناس الذين فوتوا مشاهدتها في السينما للعثور عليها جميعها في مكان واحد”.

وإذ أملت لبكي أن يستمتع الجمهور بأفلامها وأفلام المخرجين العرب الآخرين”، قالت: “الحقيقة أنني سعيدة بشكل خاص بعرض فيلم “كراميل” على Netflix لأن تصويره تمّ في شوارع بيروت وحي الجميزة الذي يعد قلب المدينة، وللأسف دُمر خلال الانفجار الأخير”.

وتابعت: “يمثل الفيلم بالنسبة لي ذاكرتي الشخصية لهذه الشوارع الجميلة، بما تحتويه من منازل ومتاجر ومبانٍ قديمة، وكل تلك الأماكن التي قد لا تعود كما كانت في السابق. وبالمثل، فإن فيلم “لوين نروح”قريب مني جداً، فهو يحكي قصة مؤثرة عن التسامح وقبول الآخر وعبثية الحروب. ويمكن القول إننا نعيش هذه الموضوعات اليوم في ظل المرحلة الحساسة التي يمرّ بها لبنان والعالم”.

ثريا بغدادي: «بيروت يا بيروت» يحاكي وجع اللبنانيين

وتضم القائمة أفلام المخرج مارون بغدادي الحائزة على جوائز، بما فيها «خارج الحياة» و»حروب صغيرة» و»كلنا للوطن» و»بيروت يا بيروت». علماً أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم هذه الأفلام على خدمة بث عالمية، والتي كانت متوفرة آخر مرة منذ أكثر من 30 عاماً عبر نظام الفيديو المنزلي VHS.

وأشارت ثريا بغدادي، زوجة المخرج الراحل: «حين صوّر مارون الانقسامات والتوترات السياسية والاجتماعية في المجتمع اللبناني في فيلمه الطويل «بيروت يا بيروت»عام 1974، لم يتوقع مدى قرب هذا العمل من الأحداث التي أدت لنشوب الحرب الأهلية».

وأضافت: «لقد سلطت كاميرته الضوء على اللبنانيين والخسائر التي تكبدوها في زمن الحرب بأسلوب حساس وقاس عكس مرحلة حاسمة في تاريخ لبنان»، مستدركة أنه «بعد مرور ثلاثين عاماً، لا يزال إرث مارون محفوراً في ذاكرة الناس وقريبا من حياتهم أكثر من أي وقت مضى».

وتحمل هذه الروائع السينمائية المشاهدين من حول العالم في رحلة فريدة عبر كفاحات وآمال وأحلام سكان هذا البلد، فهي تصور نزاعات الحرب الأهلية كما في “حروب صغيرة”، أو تجارب ومشاقّ الحياة اليومية للشعب اللبناني في “تاكسي البلد”، ومعضلة الصراع بين الواجب والسعادة في “رصاصة طايشة”. وفي هذا السياق، سيتم عرض أفلام “ميراث” و “اسمعي” و “البوسطة” و”تحت القصف” للمخرج فيليب عرقتنجي أمام الجمهور العالمي.

وسيتم بث فيلم “الحرائق” للمخرج دينيس فيلنوف للجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعد الفيلم تحفة فنية مستوحاة من مسرحية لبنانية لوجدي معوض. وهو فيلم مرشح لجائزة الأوسكار، واعتبره النقاد أنه “قصيدة فنية موجّهة”. ويشكّل العمل علامة فارقة في مسيرة فيلنوف المهنية اللامعة في صناعة الأفلام، ونقطة هامة في رحلته ليصبح واحداً من أكثر المخرجين شهرة في زمانه.

وفي هذا الإطار، تشيد مجموعة “من لبنان” بالمجتمع الإبداعي اللبناني، معتبرة أنّ “مساهماته قيّمة في الأوساط الترفيهية والثقافية في المنطقة”. وتحتفي المجموعة بالمواهب المتميزة على مختلف الصعد بما في ذلك النص السينمائي والتمثيل والموسيقى وتحرير الصوت والإخراج. وتتضمن المجموعة أيضاً أعمالاً تروي قصصاً مثيرة للاهتمام مثل “كراميل” و”هلا لوين”، و”طيارة من ورق”، و”يلا عقبالكن”، و”محبس” والتي تعود جميعها لمخرجات لامعات وتتناول قضايا مهمة حول تمكين المرأة والقوالب الثقافية النمطية، وتعكس في الوقت نفسه مدى جمال وتعقيد وتنوع الثقافة العربية.

وفي هذا السياق، قالت نهى الطيب، رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى Netflix: “أردنا إظهار مدى تنوع وغنى المجتمع الإبداعي اللبناني بالمواهب الفذّة”، مردفة “أننا نبحث باستمرار عن وسائل مختلفة لتسهيل الوصول إلى محتوى متنوع”.

واضافت الطيب “إنشاء هذه المجموعة سيسمح لنا بمشاركة مزيد من القصص من وإلى مختلف أنحاء العالم، وتقديم محتوى جديد للناس لم تكن أمامهم فرصة لمشاهدته لولا ذلك. تقدم هذه المجموعة قصصاً لشريحة واسعة ومتنوعة من صناع الأفلام، وتغطي ملامح مختلفة للبنان، منها الحب والفكاهة والجمال”. ويتم عرض بعض الأفلام مثل “فيلم كتير كبير”، و”غداء العيد”، و”كراميل”، و”كفرناحوم”، و”رصاصة طايشة” وغيرها، حالياً على الشبكة. وستتوفر المجموعة الكاملة ابتداءً من اليوم.

وعلمنا أنّ “الأفلام ستصبح متاحة لـ 193 مليون مشاهد في جميع أنحاء العالم، وستتضمن الأعمال كافة ترجمات مرتبطة بلغة البلاد التي تُعرض فيها فضلاً عن إتاحة العربية، الفرنسية والإنكليزية.

وكانت شبكة Netflix قد أعلنت في أيلول الماضي عن تخصيص مبلغ 500000 دولار أميركي كجزء من صندوقها العالمي Hardship Fund، وبالشراكة مع الصندوق العربي للفنون والثقافة لدعم العاملين في صناعة السينما والتلفزيون من طواقم وحرفيين وعاملين مستقلين في بيروت متضررين من فيروس كورونا وانفجار بيروت.

فيليب عرقتنجي: الأفلام توصل صوت المجتمع

وقال عرقتنجي: «إذا اعتبرنا أنّ السينما هي انعكاس للمجتمع، فإن Netflix هي جهة ناشطة في تطوير هذه النظرية. فمن خلال عرض الأفلام اللبنانية المهمة التي تروي تاريخ لبنان المعاصر، تقوم الشبكة بإيصال صوت المجتمعات المختلفة في كل مكان». وأضاف: «يسعدني أن أكون قادراً على الانضمام إلى عالم البث الرقمي ومنح الجماهير في جميع أنحاء العالم إمكانية الوصول إلى جميع أفلامي الطويلة».