IMLebanon

“التيار” ينتقم في “التأليف”

كتبت صحيفة الجريدة الكويتية:

إذا لم يطرأ طارئ، تبقى الاستشارات النيابية الملزمة قائمة في موعدها الجديد بعد غد في القصر الجمهوري. وإذا لم تحصل مفاجآت فإن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يفترض أن يخرج من بعبدا رئيساً مكلّفاً تشكيل الحكومة، وعليه تكون عملية ولادة مجلس الوزراء المنتظر، انتهت في شقّها الأول، لينطلق فوراً شقّها الثاني المتمثل في مسار تأليفها.

ويبدو أن الجولة الثانية من المواجهة التي سيخوضها زعيم “المستقبل” لتشكيل حكومته ستكون أصعب من جولة التكليف، خصوصاً أنه سيكون عليه التوفيق بين ما تتضمنه المبادرة الفرنسية وخصوصاً لجهة حديثها عن وزراء اختصاصيين وبين “الشهية” المفتوحة للكتل التي تصر على تسمية وزرائها. ويبدو أن قرار “التيار الوطني الحر” الذي “بلع موس” إجراء الاستشارات من دون أي لقاء سابق بين رئيسه النائب جبران باسيل والحريري سينتقم لنفسه خلال عملية التأليف مما قد ينعكس على عملية تشكيل الحكومة ككل.

وأشارت مصادر مقربة من “التيار الوطني الحر” إلى أن “وجود شخصية سياسية على رأس الحكومة يعطي الحق للقوى السياسية كلّها باختيار من يمثلها في الحكومة”، مشددة على أن “فريق رئيس الجمهورية و”التيار” لن يقبلا أن يتم تجاوزهما في عملية تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة”.

ولفتت إلى أن “بعبدا ستستخدم الفيتو أي الورقة الثمينة التي تملكها وتتمثل في عدم توقيعها على أي تركيبة يضعها الحريري لا ترضي عون وباسيل”.

وإزاء هذه المعطيات تتجه الأنظار إلى موقف الحريري بعد التكليف فهل يقرر التراجع عن ترشحه أم يصر على التكليف مراهناً على ضغوط دولية قد تتكثف في المرحلة المقبلة تلين شروط الفريق الحاكم؟

وهل يمكن أن يكون في صدد الخضوع لما يريده هؤلاء، فيكون أشبه بحسان دياب جديد، يرأس حكومة اختصاصيين في الشكل، مسيسين في الباطن، غير متفقة على برنامج إصلاحي واحد موحد.