IMLebanon

لعبة الدولار هدأت… والعين على ما بعد التكليف

كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:

 

ساد الهدوء سوق الصيارفة ولو بشكل موقّت. توقّفت حركة البيع والشراء، والرهان على ما بعد التكليف. نظرات الصرّافين تسمّرت على اجهزة التلفزة، يترقّبون عملية الاستشارات النيابية، وما ستحمله من إنعكاس مباشر على سوق صرف الدولار الذي شهد تراجعاً ملحوظاً منذ الأمس، وهذا ما وضعه الصيارفة في خانة “زعزعة الثقة بالدولار” وحضّ الناس على بيع ما في جعبتهم من دولار على السعر الحالي، خشية إنخفاضه اكثر”.

ما يخشاه الجميع ليس إنخفاض سعر صرف الدولار، بل أن تستمر لعبة سياسة الأسعار المرتفعة. حاولوا تخفيض سعر الصرف من 10آلاف الى 7 آلاف ليرة، وترافق ذلك مع إرتفاع كبير بأسعار السلع الغذائية والتموينية، والرهان اليوم على سياسة ضبط الأسعار أكثر من سياسة ضبط الدولار، فالأخيرة لعبة سياسية، أمّا الأولى فجشع التجار الذين لجأوا الى تخزين البضائع وإفراغ السوق منها، تمهيداً لرفع سعرها وبيعها في السوق السوداء. ممّا لا شك فيه أن اللبنانيين يراهنون على فكفكة عقد الحكومة لتتشكل سريعاً، علّها تحمل إنفراجاً كبيراً في حياتهم. فالمواطن بات عاجزاً عن شراء كيلو عنب تجاوز سعره الـ 8 آلاف ليرة لبنانية، في وقت تآكلت معاشاتهم، وتغلغل الفقر في منازلهم. ربّما هذا ما دفع بالجميع للوقوف موقف المترقّب لما تحمله المرحلة الجديدة، فالعين على ما بعد التكليف، فهل يكون خشبة خلاص الناس أم المسمار الأخير في نعشهم الإقتصادي؟

يدخل حاج سّتيني محلّ أحد الصيارفة في مدينة النبطية، يسأله عن سعر الدولار، يملك الحاج 50 دولاراً هي “الحيلة والفتيلة” كما يقول، يريد بيعها لشراء أدوية وحاجيات لعائلته، يتريّث أبو علي في البيع، ثمّة من نصحه بعدم البيع “لأنّ الدولار سيرتفع مُجدّداً، وإنخفاضه لا يعدو كونه لعبة سياسية”، جازماً بأنّ المرحلة الحالية حسّاسة ودقيقة، لكنّه يشدّد على “أنّ الناس تعبت، ما بقا قادرة تتحمّل مزيداً من الغلاء”.

لا شك في أنّ تكليف الحريري عكس إرتياحاً لدى الناس، تراجعت عملية البيع والشراء تحسّباً للخسارة. يخشى هؤلاء سيناريو ضبطهم والحدّ من حركتهم، فهؤلاء ينشطون في كل مكان. تحوّل الدكنجي والحلاق والبنشرجي والجوهرجي صرّافاً بفِعل الازمة، باتوا يملكون مفتاح السعر، فهم أسياد السوق، كلّ يتبع لصرّاف أو تاجر أو زعيم، يشتري الدولار من السوق، يرفع على أثرها اسعار السلع. وحده المواطن يتجرّع سمّ الأسعار. فهل يكون التكليف بداية افول السوق السوداء؟ الجواب يحمله القادم من الأيام.