IMLebanon

صيدا تواكب تكليف الحريري… والهاجس الصحّي والمعيشي يتقدّم

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

 

عملية الإستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري التي انتهت بتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة العتيدة، مرّت على مدينة صيدا فاترة، خرقها بعد التكليف مسيرة سيّارة داعمة للتكليف، إذ لا يزال الهاجس الصحّي مع جائحة “كورونا” وارتفاع عدد المصابين متقدماً، فضلاً عن الهمّ المعيشي والحياتي. في يوم الاستشارات، وكالعادة انقسم نائبا المدينة، فرئيسة كتلة “المستقبل” النيابية النائبة بهية الحريري سمت ابن شقيقها الرئيس سعد الحريري، قناعة منها أنّ تكليفه هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان وِفق المبادرة الفرنسية، بينما الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب اسامة سعد لم يسمّه، بل طالب بحكومة وطنية انتقالية.

سياسياً، فإنّ القوى السياسية راقبت باهتمام عملية الإستشارات ومواقف الكتل النيابية بهدف استشراف أفق المرحلة المقبلة، خصوصاً مع اصرار الحريري على الالتزام ببنود المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين وما يمكن أن يواجه من تحديات وعراقيل في تشكيلها سريعاً، في وقت يسابق فيه لبنان الوقت لوقف الإنهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي مع ارتفاع سعر الدولار ومعه الغلاء والفقر المدقع.

الى جانب “المستقبل” و”الناصري”، التزمت “الجماعة الإسلامية” الصمت من دون أي تعليق، وهي التي تحالفت في الانتخابات النيابية الأخيرة في العام 2018 مع التيار الوطني الحر في دائرة صيدا – جزين، بعدما كانت حليفاً دائما للتيار”الازرق” في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، وبرّرت مصادرها “أن لا ممثلين لها في البرلمان لتحسم الموقف في التسمية من عدمه”، بينما قال الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”نداء الوطن”: “إن ما جرى يؤكّد أنّ الطبقة السياسية تعيد انتاج نفسها بطريقة مختلفة”، مضيفاً “ما يهمّنا في كلّ الأحوال هو وجود حكومةٍ قادرة على وضع أسس إصلاحٍ حقيقي ونقل البلاد من مرحلةٍ سياسيةٍ إلى أخرى يستطيع من خلالها الناس التعبير عن آرائهم بحريةٍ وعدالةٍ وديمقراطية ومساواة، ووقف التدهور سريعاً، وتحقيق مطالب الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين الاول.

ورأى منسّق عام تيار “المستقبل” في الجنوب الدكتور ناصر حمّود أنّه بتكليف الحريري استشعر اللبنانيون ببارقة أمل في جدار الأزمة التي نعيشها منذ نحو سنة، آملاً في أن يتمّ مواكبة مرحلة ما بعد التكليف بالروحية التي على اساسها تمّ التكليف، أي فتح صفحة جديدة عنوانها العمل ووقف الإنهيار وإعادة اعمار ما دمّره إنفجار مرفأ بيروت”، متمنّياً على الجميع التعاون مع الحريري لتسهيل مهمّته بتشكيل حكومة من اختصاصيين مهمّتها الاساسية انقاذية واستعادة الثقة المحلية والدولية.

شعبياً، واكب أبناء المدينة الاستشارات، وسط انشغال في تأمين قوت اليوم وانقسام في الرأي، فأنصار “المستقبل” ومؤيّدوه لم يفقدوا الأمل بالرغم من النفق المظلم، ويعتقدون بأنّ الحريري يبقى خشبة الخلاص وقد نظّم انصاره مسيرة سيارات فرحاً جابت شوارع المدينة وهي تطلق عنان أبواقها وترفع الاعلام اللبنانية وصور الحريري ورايات “المستقبل”. ولا يعلّق معارضو “المستقبل” آمالاً كثيرة على حكومات الحريري التي حصدت الخيبات وباتت تلاحقه الأزمات المتتالية، اما ناشطو “الحراك الشعبي” فيؤكّدون أنّ عملية التشكيل لن تغيّر شيئاً ما دام تشكيل الحكومات يقوم على المبدأ والعقلية والنهج والشروط ذاتها.