IMLebanon

تفاؤل مفاجئ بولادة الحكومة اليوم أو غداً

 

الانتخابات الرئاسية الأميركية، تجري في لبنان أيضا، ولو بدون صناديق اقتراع او التصويت عن بعد، إلا للمقيمين من حملة الجنسية الأميركية، الاهتمام بمن يفوز في هذه الانتخابات، دونالد ترامب او جو بايدن، مردود الى تأثير نمط كل منهما على الحالة اللبنانية المعلقة على جدار مصير المنطقة.

من هنا، التحسب في بيروت، لمآل أزمة تشكيل الحكومة من اليوم وصاعدا، حيث يكون قد بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ثوب الولاية الرئاسية الأميركية الجديدة، ما يفترض معه زوال المعرقلات السياسية المتعمدة، وغير المتعمدة من طريق تشكيل الحكومة اللبنانية.

ويقال ان اللقاء الأخير بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا، الاثنين بعيدا عن الاعلام، رسم صورة تقريبية لما ستكون عليه الحكومة، في حال فاز ترامب في هذه الانتخابات، وما ستكون عليه اذا ما فاز الديموقراطي بايدن.

والمعيار هنا، موقف حزب الله، صاحب التأثير الحاسم على بعبدا والرابية، وعبرهما بيت الوسط، بمعزل عن الاهتمامات اليومية الشاغلة للبنانيين، من تفشي كورونا الى سعر الدولار، الى مصير اهالي الأحياء التي دمرها انفجار المرفأ، ممن ارعبتهم البروق والرعود المزمجرة في سماء بيروت والسواحل اللبنانية عموما، خلال الليل الفائت، فكيف مع بدء هطول الأمطار على منازلهم المتصدعة؟ البيان الصادر عن اجتماع الرئيسين عون والحريري يتحدث عن التعاون بينهما، وان التشاور يجري حصرا بين الرئيسين، ولا يوجد طرف ثالث، والمقصود جبران باسيل، الذي استبق هذه اللقاء ببيان اعتبر فيه كل ما يجري فبركة بالإعلام حول تدخله بتشكيل الحكومة، ولا اساس له وان غايته تغطية المعرقلين الحقيقيين، ومن دون ان يتناول باسيل في بيانه الاشارة المباشرة للمعرقلين، او الى المسؤول عن هذه التسريبات الخبرية.

والذي حصل بين تسريب معلومات حول عزم الرئيس المكلف سعد الحريري تقديم تشكيلته الوزارية الى رئيس الجمهورية، وليكن ما يكون، تحركت الخطوط الهاتفية وكان اجتماع بعبدا، الذي اعقبه حديث عن «تقدم ايجابي»، سرعان ما تبلور بتمرير اخبار تتحدث عن قرب تشكيل الحكومة بين اليوم وغدا، حتى ان المعلومات المتوافرة لـ«الأنباء» تفيد بأن الرئيس نبيه بري، الذي بدت بصماته واضحة، من الحركة الحكومية المستجدة، متفائل الى حد بعيد، بدليل الشروع بترتيبات جلسة الثقة.

ويبدو ان اللقاء التشاوري السني الذي «جمعه» ثنائي أمل وحزب الله وفريق الممانعة من حلفائهم الانتخابيين، قرر منح الثقة لحكومة سعد الحريري كليا، وليس جزئيا، كما حصل في استشارات التكليف، وذلك بعد انضمام النائب عبدالرحيم مراد، الى هذا الاتجاه.

وتقول قناة «الجديد» في تفسير ما يحصل، انه قبل انقطاع النفس الحكومي، تم تركيب «جهاز تنفس سياسي» أعاد ضخ الروح بالتشكيلة الوزارية التي كانت وضعت في الثلاجة الحزبية والطوائفية، وقالت: «ان جبران باسيل «ووكيله» ميشال عون يصارعان اليوم لتحصيل آخر المكاسب».

ويبدو ان التوافق استقر على الرقم 18 لعدد الوزراء، وان وزارة المال ستبقى بيد أمل في هذه الحكومة.