IMLebanon

بعلبك خالفت قرار إغلاقها.. وحالات تسمّم بلحوم فاسدة في الخضر

كتب عيسى يحيى في صحيفة نداء الوطن:

تمرّدت بعلبك على قرار وزارة الداخلية والبلديات بالإقفال، ومارس المواطنون حياتهم بشكل طبيعي، وفتح السوق التجاري أمام الزبائن، ليبقى السؤال عن مدى إلتزام المدينة ومحيطها قرار الإقفال العام الذي يبدأ تطبيقه صباح غد السبت، وهل تتمرّد أيضاً عليه من دون أخذ النتائج في الإعتبار؟

لا يمكن مقاربة الوضع الأمني في بعلبك والتمرّد عليه بالوضع الصحّي الذي لا يعرف كبيراً أو صغيراً، سواء من كان مطلوباً وفي حقّه مذكّرات بحثٍ وتحرّ، او من كان صاحب سجلّ عدلي نظيف، ففيروس “كورونا” يتسلل إلى بعلبك الهرمل ولا تقف في وجهه ضوابط أمنية أو استعراضات عسكرية، ولا تقدر الدولة أو العشائر على وقف تمدّد الوباء يومياً، حيث يرتفع معدل الإصابات من دون أي رادع، وتتزايد أعداد الوفيات في المنطقة فيما لا يزال الكثيرون يتعاطون معه وكأنّه مزحة.

أقفلت مدينة بعلبك لأسبوع، وجدّد محافظ بعلبك ـ الهرمل الإقفال أسبوعاً آخر، وتستمرّ نسبة الإصابات في الإرتفاع. فالمحال التجارية على إختلافها مفتوحة أمام المواطنين يشترون كلّ ما يحتاجون، فيما محاضر المخالفات غائبة، وكذلك دوريات الأجهزة الأمنية لقمع المخالفين. ووصل التمرّد على الإقفال إلى فتح السوق الشعبي كالمعتاد، حيث إنتشرت البسطات على إختلافها، وجاب مئات المواطنين في السوق من دون أبسط درجات الوقاية والتباعد الإجتماعي والحماية الشخصية.

عند مدخل السوق الشعبي، يقف صاحب أحد المحال أحمد م. وسط السوق التجاري في المدينة ويُشير إلى السوق قائلاً لـ”نداء الوطن”: “بيقولوا فتح المحال ممنوع ولكن فتح السوق بهالطريقة مسموح”؟ في إشارة منه إلى الزحمة التي يشهدها وإختلاط المواطنين في ما بينهم، ويضيف أن “لا مانع من أن تلتقط الناس رزقها، فالكل بحاجة إلى تيسير أموره، بدءاً من أصحاب البسطات إلى أصحاب المحال التجارية، ولكن على الدولة والسلطة المحلية والقوى الأمنية أن تتعاطى مع الجميع بمساواة، فخسائرنا تتزايد وسوف تتراكم اكثر مع الإقفال العام لأسبوعين، ولكن بالنسبة لي الخسارة المادية ليست أهم من الخسارة الجسدية، فإبن عمي يقبع منذ أسبوعين في مستشفى دار الأمل الجامعي بعد إصابته بـ”كورونا” وبالكاد يستطيع إلتقاط أنفاسه”.

سائق التاكسي حسين ب. والذي يعمل يومياً يخالف كلام أحمد ويقول لـ”نداء الوطن” بلكنته البعلبكية: “إذا بيتسكر كلّ لبنان بدي ضل إشتغل عندي ولاد بدي طعميهن”، ويضيف الشاب الأربعيني بأن “الحيلة والفتيلة” هيي التاكسي التي يعمل عليها، وما يجنيه آخر النهار يشتري به حاجات المنزل اليومية، من أكل وشرب وخبز وغالون مازوت يكفيه ليوم واحد فقط، وفي حال توقّف عن العمل فمن أين يأتي بالمصروف اليومي “ونحن في فصل الشتاء، ومتطلّبات الحياة البعلبكية كثيرة وحاجات الأولاد أكثر”؟

مشهد الإنتفاضة على قرار الإقفال في بعلبك يقابله إلتزام في بلدات البقاع الشمالي التي شهدت إقفالاً بسبب تزايد عدد الإصابات، وكان آخرها بلدة اليمونة البقاعية. فبلدة دير الأحمر التي مدّد المحافظ أيضاً قرار إقفالها وشكرت له قراره، محالها تلتزم الإقفال، وشرطة البلدية تسيّر دوريات لمراقبة التنفيذ. وواقع البلدة ينعكس على البلدات الأخرى كرأس بعلبك، الهرمل، كفردبش، وغيرها من البلدات التي تشهد إقفالاً عاماً وإلتزاماً سيتواصل مع قرار الإقفال العام الذي يستمر حتى نهاية الشهر الحالي.

إقفال بالشمع الاحمر ومحاضر ضبط

وقال رئيس بلدية بعلبك الحج فؤاد بلوق لـ”نداء الوطن”: “قبل صدور قرار الإقفال الكلّي، لم يأخذ أحد قرار إقفال المدينة على محمل الجدّ، وتم التعاطي مع الامر بإستهتار وكأن “كورونا” لعبة”، وخلال جولة لنا على السوق التجاري يتّضح حجم الخوف لدى أصحاب المحال التجارية من تفشّي الفيروس وتردّي الوضع الصحّي، ونعتقد بأنّنا سنشهد إقفالاً عاماً في المدينة هذا السبت، بعدما لمسنا من الناس والتجار إدراكاً للخطر. وهناك تواصل مع الأجهزة الأمنية، من قوى أمن داخلي وجهاز أمن الدولة وسعادة المحافظ لتطبيق القرار، وفي حال حصول مخالفات سيتمّ تسطير محاضر ضبط وإقفال للمحال بالشمع الأحمر، فمعدّل الإصابات في مدينة بعلبك مخيف جداً ويفوق الـ 500 حالة”.

وعن فتح السوق أبوابه امس، أشار الى أن الناس رفعت الصوت كي تؤمّن ما تحتاج إليه خلال فترة الإقفال العام.

لحوم فاسدة وتسمّم

وفي إطار منفصل، شهدت بلدة الخضر البقاعية حالات تسمّم نتيجة تناول لحوم فاسدة، حيث تم نقل سبع اصابات إلى مستشفيي رياق العام ودار الحكمة في بعلبك، جراء إصابتهم بحالات تسمم إثر تناولهم لحوماً تمّ شراؤها من ملحمة عائدة للمواطن م.ح ويشغلها شخص سوري، كذلك توفّيت المواطنة ت.ب وهي في منتصف العقد الثامن من العمر بعد تسمّمها. وفتح تحقيق في الحادثة، وأخذت عينات مخبرية للمصابين، وكلف طبيب شرعي للكشف على جثّة المسنّة لتحديد سبب الوفاة ليُبنى على الشيء مقتضاه.