IMLebanon

مؤتمر النازحين… انتهى بطلب المساعدة ومواصلة الجهود

كتبت صحيفة نداء الوطن:

صحيح أن المؤتمر الدولي للاجئين السوريين في قصر المؤتمرات في دمشق انتهى سريعاً، لكن معاناة اللاجئين الطويلة لم تنته بعد، ولا معاناة دول الجوار التي تستضيفهم وفي مقدمّها لبنان البلد الاكثر تضرراً من نزوحهم إلى أرضه. وعليه، سيعود وفد لبنان برئاسة وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة ​تصريف الأعمال ​رمزي مشرفية بـ”خفي حنين”، من دون تحقيق “النصر المبين”، إذ لا علاقة لمؤتمر دمشق بالنازحين وبعودتهم، بل كان مُخصّصاً فقط من أجل تظهير دور رئيس النظام السوري بشار الأسد وتوفير الغطاء له. فالنازحون السوريون لا يمكنهم العودة الى وطنهم الأم، بالرغم من رغبتهم الشديدة في ذلك، الا بعد تحقيق شروط عدّة لعلّ ابرزها رحيل الاسد، لخشيتهم منه على حياتهم وأمنهم، علما انه لا يرغب فعلاً بعودتهم كي يتمكّن من مواصلة سياسة الفرز الديموغرافي. كما انه لا يمكن تحقيق هذه العودة الا تحت غطاء دولي توفره الدول المانحة، الامر غير المتوافر حتى اللحظة، بدليل انكفاء هذه الدول عن المشاركة في المؤتمر. وتبقى مشاركة لبنان في غير محلها إذ يُخشى ان تكرّس انضمامه الى محور الممانعة. ويبقى ان عودة النازحين لن تتحقق الا بعد ايجاد حل سياسي للأزمة السورية وعودة سوريا الى الحضنين الدولي والعربي.

وقد اختتم مؤتمر دمشق بالتأكيد “على مواصلة الجهود لعودة المهجرين”، و”الحزم في مواجهة الإرهاب، ووحدة الأراضي السورية”. وأكدت دمشق في البيان الختامي أنها “ستواصل جهودها لتأمين عودة المهجرين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم”، وأكدت الحكومة السورية استعدادها “ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب بل ومواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم”.

وطالب البيان المجتمع الدولي “بالمساعدة في تلك العملية وتيسير العودة الآمنة للاجئين السورين”، ودعا المجتمع الدولي ووكالات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة لتقديم الدعم اللازم للمهجرين والنازحين السوريين، و”دعم سوريا والبلدان المضيفة لضمان حقهم المشروع والثابت في العودة”.

وشددت البلدان المشاركة في المؤتمر “على تأكيد الدعم الثابت لوحدة وسيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها، ومواجهة جميع المحاولات الرامية لتقويض سيادتها وسلامة أراضيها”.

وأضاف البيان أن “لا حلّ عسكرياً للأزمة في سوريا والحل سياسي يقوده وينفذه السوريون بأنفسهم”. ورفض “جميع العقوبات أحادية الجانب غير الشرعية وبخاصة في ظل انتشار وباء كورونا”.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن الدول الغربية حاربت المؤتمر “كي لا يفضح ممارساتها في دعم الإرهابيين وتهجير السوريين”.

وأعلن رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين ميخائيل ميزينتسيف استعداد بلاده لتقديم ما تحتاجه سوريا في حل أزمة اللاجئين، وأضاف أن مشاركة 27 دولة في المؤتمر تؤكد أهميته وأهمية عودة اللاجئين، وقال إن “المؤتمر يؤكد أن الباب مفتوح لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”.