IMLebanon

رينه معوّض… الرئيس القويّ الذي نحتاجه!

كتب طوني أبي نجم في “نداء الوطن”:

في مفهوم القوّة والأسطورة الأحبّ إلى قلبي وقلوب أكثرية شباب لبنان، لا يمكن لأيّ شخصية أن تنافس الرئيس الشهيد بشير الجميل، ذاك القائد الشاب والمقاوم الذي ألهم مُجتمعاً بكامله، واستطاع في 21 يوماً بُعيد انتخابه، ومن دون أن يستلم مقاليد الحكم، أن يفرض هيبة لدولة كانت تلاشت منذ انتهاء عهد الرئيس فؤاد شهاب.

وإذا كان بشير الجميل جسّد رمز قوّة تمثّلت أولاً في إنجازاته العسكرية كقائد للمقاومة اللبنانية، فإنّ ثمّة رئيساً مثّل رمزاً للرئيس القويّ من زاوية مختلفة، فاستحقّ عرش الشهادة: إنّه الرئيس الشهيد رينه معوض!

معوّض ابن المدرسة الشهابية، وابن زغرتا الذي لم يتردّد وزميله الأب سمعان الدويهي في انتخاب بشير الجميل في آب 1982، كان المرشّح الأول للكنيسة المارونية، ولبطريرك الإستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير، لرئاسة الجمهورية بعد اتفاق الطائف.

الرئيس الزغرتاوي الشهيد تمكّن من أن يحسم فور انتخابه الثوابت التي لن يحيد عنها والتي كلّفته حياته في 22 تشرين الثاني 1989: لا مساومة على سيادة الدولة وعلى حلّ كلّ الميليشيات من دون استثناء، ولا تهاون أمام الفساد، والإصرار على توحيد لبنان، بناء لبنان المستقبل الواحد لأبنائه وانطلاقاً من عزيمة شبابه وخلق الفرص لهم في وطنهم.

وتبقى النقطة الأهمّ التي طبعت الـ17 يوماً من ولاية الرئيس الشهيد، أنّه رفض أيّ تدخّل خارجي في الشؤون اللبنانية، وواجه تحديداً محاولات التدخّل السوري في تشكيل الحكومة اللبنانية، مؤكّداً للمسؤولين السوريين أنّ تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني محض يتمّ بالتشاور بينه وبين رئيس الحكومة المكلّف. هكذا، تحصّن رينه معوّض بـ”الكتاب” الذي شكّل قُدس أقداس المدرسة الشهابية: الدستور!

في الـ2020، وفي عزّ المزايدات التي تابعها اللبنانيون على مدى الأعوام الماضية تحت عنوان “الرئيس القويّ”، على قاعدة أن يكون الأكثر تمثيلاً في بيئته، أو أن تكون لديه كتلة نيابية وازنة تؤيّده، وغيرها من المواصفات التي سقطت بالممارسة، يتبيّن أنّ أكثر ما يحتاجه لبنان بعد 30 عاماً على انتهاء الحرب، هو “رئيس قويّ” بمواصفات رينه معوّض وطينته، ابن مؤسّسات وملتزم بالدستور، نظيف الكفّ، جريء وشجاع حتى الإستشهاد، لا يقبل بأيّ سلاح غير شرعي، ويُصرّ على سيادة الدولة اللبنانية على كامل التراب الوطني ببندقية الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية وحدها من دون أي شريك، يحافظ على علاقات لبنان مع أشقّائه العرب وأصدقائه في الغرب، ويحارب الفساد بالمثال أولاً، وبتحصين القضاء والمؤسّسات الرقابية التي أطلقها فؤاد شهاب، وإطلاق يدها لاقتلاع الفساد والفاسدين!

في اختصار، وإن كان زمن الأبطال والأساطير ولّى، فإنّ لا خلاص للبنان إلا بالرجال الرجال، رجال الدولة والمؤسّسات الذين لا يهابون أحداً.

عشية عيد الإستقلال في العام 1989، وصلت تقارير أمنية إلى الرئيس الشهيد رينه معوض، تتحدّث عن محاولة لاغتياله، وطلب منه المسؤولون عن أمنه عدم الخروج يوم الإستقلال، فكان جوابه أنّ اللبنانيين يحتاجون لرؤية صورة الدولة مجتمعة، ولا يجوز لرأس الدولة أن يخاف لأنّ ذلك سيضرّ بهيبة الدولة.

في الذكرى الـ31 لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه، نستذكر الرئيس القويّ بصلابته وتمسّكه بالدستور والمؤسّسات، ونترحّم عليه وعلى الدولة اللبنانية التي تستشهد كلّ يوم على يد السلاح الإيراني والتدخّلات الخارجية وتعطيل المؤسسات الدستورية والقضائية والرقابية، وعلى يد عصابات الفساد والفاسدين!