IMLebanon

اشتباكات شبه يومية في بعلبك والمواطنون يناشدون

كتبت صحيفة نداء الوطن:

ضاقت السبل بأهالي بعلبك-الهرمل في البحث عن الأمن والأمان، واختنقت حناجرهم من مناشدة الدولة ومسؤوليها وضع حدٍّ للتفلّت الأمني الذي أصبح شبه يومي، وكفروا بما حكمت عليهم الجغرافيا من موقعٍ بات محكومًا بإطلاق النار والأخذ بالثأر وتساقط القذائف على رؤوسهم.

وحدهم الأبرياء يدفعون ثمن غياب الدولة في محافظة بعلبك-الهرمل، يصابون بأرزاقهم وأرواحهم من دون رادعٍ يقيهم شرّ الرصاص الذي ينهمر عند كلّ إشكال كزخّات المطر، مصحوبةً بتناثر شظايا القذائف، وتُصرف آلاف الدولارات في وقتٍ يحتاج فيه الكثيرون إلى ثمن ربطة خبز، ويعجزون عن تأمين مئة دولار لتصليح سيارتهم أو زجاج منزل تضرّر نتيجة عشوائية الرصاص وغياب العقل، حيث باتت شريعة الأقوى على الأرض تحكم مجريات الأحداث.

لا حياة لمن تنادي إزاء تكرار مشهد الإشتباكات المسلّحة في بعلبك بين العائلات والعشائر، وفي الهرمل حيث تشهد بين الفترة والأخرى إشتباكات مماثلة، يضاف إليها الأخذ بالثأر نتيجة خلافات سابقة، وما بين المنطقتين خلافات فردية معطوفة على جوّ المنطقة المتوّتر دائماً، ليبقى المواطن ضحية إنتشار السلاح بين أيدي العابثين بالأمن والخارجين عن القانون.

ووسط هذا المشهد، تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي في بعلبك بالاستنكار والامتعاض ممّا يحصل، حيث وصل الأمر ببعض المواطنين إلى حدّ اتّهام الأجهزة الأمنية والأحزاب بالتواطؤ وإبقاء حال المنطقة كما هي عليه لأهداف لا يعلمها أحد.

عاشت مدينة بعلبك ليل الاثنين حالة رعب، نتيجة اشتباكات بين عائلتين على خلفيات فردية، استعملت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والقذائف الصاروخية، وتضرّرت محلّات تجارية وصيدلية الفيتروني في الشارع الجديد قرب مستشفى الططري، ناهيك عن حرق أعصاب الأهالي وأولادهم. وكما في كل إشكال، يتدخّل الجيش اللبناني وينتشر داخل الأحياء التي تشهد الإشتباكات، ويقيم الحواجز ويداهم منازل مطلقي النار. وبعد الهدوء النسبي والمرحلي المتزامن مع وجود الجيش، يتجدّد إطلاق الرصاص فور إنسحابه، كما حدث ليل الإثنين.

بأعجوبة، نجت دارين عيسى وطفلاها في حيّ آل الجمال عند مدخل بعلبك الجنوبي وقرب ثكنة قوى الأمن الداخلي من جراء إشتباكات عائلتي الفيتروني وجعفر، حيث انهمر الرصاص العشوائي على المنزل بشكل هستيري، في حين أصيبت فتاة عشرينية من آل الرفاعي برصاصة في قدمها نقلت على أثرها إلى مستشفى الططري للمعالجة، فيما لا تزال الخلافات بعيدة عن المعالجة الحقيقية والجدّية التي تتيح للمواطنين العيش بأمان وسلام.

اشكال ليل الاثنين سبقه بيومين اشتباك مسلّح بين عشيرتي جعفر وزعيتر استمر لساعات، تضرّر خلاله عشرات المواطنين في أرزاقهم ومحالهم، ووصلت الأضرار إلى خزّانات المازوت التي يجهد البعلبكي في ملئها لتقيه برد الشتاء. وفي الهرمل التي لم تكن بأفضل حال من بعلبك، تعرّض ثلاثة شبان لإطلاق نار عند تقاطع حوش السيد خلال تنقّلهم بفان نوع “مازدا”، وذلك على خلفيات ثأرية.

وضع محافظة بعلبك-الهرمل الأمني يستدعي إعلان حال طوارئ عسكرية لتثبيت هيبة الدولة، وشعور الناس هنا بأن لهم دولةً تحميهم من الرصاص والفلتان، وغير ذلك، فليس لهم سوى الله ليحميهم، ويدافعون عن أنفسهم بأنفسهم.