IMLebanon

أحمد قبلان: لبنان باقٍ “شوكة” في عيون واشنطن

أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أننا “نعيش أسوأ أنواع الأزمات، وسط ارتفاع مخيف بمعدل الجريمة والكوارث الاجتماعية، فيما السلطة بحيتانها وأحقادها بلغت الذروة، بطاقم سياسي حول البلد إلى غارق بالديون وقطاعات مصادرة وثروات منهوبة، ومؤسسات فاشلة وموزعة على أصحاب النفوذ بحجة التوازنات الطائفية، فيما أكثرية شعبنا اللبناني تحت خط الفقر، اللبنانيون بغالبيتهم يعيشون نوعًا من الإبادة واستنزاف تمارسه طغمة حاكمة احتكرت كل شيء. إن أكثرية الشعب تعاني الجوع والفقر وجنون الأسعار، على يد عصابة تجارية ومالية ونفوذية، لا تعرف أي شيء عن الله والضمير والإنسانية. لذلك، وبكل تأكيد سنخوض معركة حماية شعبنا وبلدنا إلى آخر النفس، ولن نقبل بإبادة أهلنا مهما كلف الأمر، كما لن نقبل بأن تستمر هذه الطبقة الفاسدة أن تتحكم بالناس وبمصير البلد وتأخذ اللبنانيين رهائن في لعبة تأمين المصالح”.

ودعا، في رسالة الجمعة لهذا الأسبوع مباشرة على أثير الإذاعة اللبنانية، إلى “ثورة قضاء حر وأصوات حرة، وقوى حرة، تعمل بالتكافل والتضامن على تحرير البلد من الفاسدين ومحاكمتهم دون الوقوف عند أي اعتبار طائفي أو مذهبي، فالبلد في المهوار، وإنقاذه لن يتم إلا على أيدي الشرفاء في هذا البلد، الذين لا يساومون ولا يتاجرون بكرامة الناس، بل هم مستعدون أن يقدموا المزيد من التضحيات من أجل لبنان كل لبنان، بمسلميه ومسيحييه، ومن أجل بناء دولة الشرفاء، لا دولة السماسرة وأصحاب البازارات الرخيصة والمشاريع الهدامة”.

وشدد على أن “هذا البلد لن يموت، ولن يزول مهما تعددت الأجندات الإقليمية والدولية، وسينهض من جديد ولن تنال منه كل قوى الشر مع كل حيتان المال والفساد، مهما تآمرت وحاكت من فتن ومارست من ضغوط وفرضت من عقوبات، فلبنان باق بوحدته وقدرة شعبه ومنعة مقاومته شوكة في عيون واشنطن وكل من يدور في أفلاكها، وعصيا على كل محاولات التطبيع والتوطين والخنق، مهما بلغت التضحيات. فاللبنانيون لن يقبلوا بأقل من لبنانهم الواحد الموحد السيد المستقل، رغم كل الصعوبات والتحديات. فالكرامة والوطنية تحتاج إلى تضحيات، وهم أهل لها، وباعهم في هذا المضمار يشهد له، ولن يتخلوا عن هذا اللبنان الذي لا نريده إلا لجميع أبنائه، مواطنين على حد سواء”.

وناشد “كل القوى الوطنية العمل على إنقاذ لبنان وأقول لهم: إياكم واللعبة الطائفية لأنها سلاح الفاسدين، البلد على حافة الارتطام فاتحدوا من أجله، وكونوا على قدر التحدي كما كنتم دائما بعيدين كل البعد عن كل الحسابات الآنية والمصلحية. بلدكم مستهدف أيها اللبنانيون والمرحلة مصيرية ولحظاتها مفصلية، وهناك من يريد لكم الوقوع في الفتنة من جديد، فإياكم ثم إياكم أن تكونوا وقودا لها”.

وعن رفع الدعم، قال: “نعود ونكرر تحذيرنا ورفضنا لأي خطوة متسرعة وغير مدروسة، لأن النتائج ستكون وخيمة وكارثية، إذا لم يكن هناك ترشيد للإنفاق، وخطة اجتماعية اقتصادية إنمائية تتماشى وظروف الناس المعيشية التي لم تعد تطاق، مع التأكيد على عدم المس بالاحتياطي، وعلى الأقل عن طريق استرداد الأموال العامة المغتصبة وهي تعد بالمليارات”، مشددا على “ضرورة الخروج من لعبة الشروط والشروط المضادة في عملية تأليف الحكومة، فالبلد لم يعد يحتمل، والسقوط بات قاب قوسين أو أدنى. فاحذروا أيها المعنيون بالتشكيل، واعلموا أن النار إذا اندلعت لا سمح الله فستحرق أخضركم قبل يابسكم”.