IMLebanon

الفساد الرياضي ينسف تعميم الوزارة

كتب جورج الهاني في صحيفة “نداء الوطن”:

 

خُنقَت الفقرة الأخيرة من التعميم الصادر عن مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي في تاريخ 22 تشرين الأول 2020 في مهدها، وعادت القيود والضغوطات السياسية لتتحكّم بزمام ومفاصل الحركة الرياضية، فتعاقب من تشاء وتكافئ من تريد، وتوصل إلى الاتحادات الجماعية والفردية مَن كثرَ ماله وكبرتْ وساطته وزادتْ طاعته، في مشهد مؤسف ومعيب تتكرّر أسطوانته كلّ أربع سنوات.

طالبتْ الفقرة التي حُذفت منذ أيام قليلة من التعميم الاتحادات الرياضية التي ستشهد انتخاباتها معركة رياضية باعتماد لوائح موحّدة يُكتب عليها أسماء جميع المرشّحين، على أن يختار المقترعون من يرونه مناسباً بوضع علامة الى جانب اسمه أو بشطب المرشّحين غير المختارين، وذلك في محاولة لعدم اللجوء الى اللوائح المرمّزة التي كانت سبب كلّ علّة في الانتخابات الماضية، إلا أنّ اللجنة الأولمبية اللبنانية استفزّها هذا الموضوع، وراسلت اللجنة الأولمبية الدولية لتشكو وزارة الشباب والرياضة بأنها تتدخّل في شؤون الاتحادات ومهامها، في حين أنّ الوزارة المذكورة يحقّ لها التدخّل بالشأن الإداري لا الفنّي للاتحادات كلّما دعت الحاجة، خصوصاً إذا ما اشتمّت رائحة فساد أو صفقات أو سمسرات كما يحصلُ حالياً بصورة جليّة، وإلا لماذا كان إلزامياً أن يوجد ممثّلٌ عن الوزارة للإشراف على العملية الانتخابية في كلّ الاتحادات الرياضية؟

مما لا شكّ فيه أنّ انتخابات اتحادَي الكرة الطائرة وكرة السلة التي ستقام خلال الشهر الجاري ستتأثّر بشكل أساسيّ بعودة وزارة الشباب والرياضة عن قرارها، لاسيما أنّ كلاهما سيشهد في المبدأ معركة مرتقبة بين لائحتَين، لكنّ أمراً جوهرياً قد تغيّر اليوم، وهو أنّ اللوائح المدعومة من السلطة لم تعد تُقلقُ وتقضّ مضاجع الجمعيات العمومية كما في الماضي، وتحديداً في استحقاق كرة السلة الذي ستتواجه فيه لائحتان، الأولى يترأسها الرئيس الحالي للاتحاد أكرم الحلبي المنتمي إلى “التيار الوطنيّ الحرّ”، والثانية يترأسها الرئيس الأسبق للاتحاد جورج بركات المستقلّ والبعيد كلّ البُعد عن الأحزاب والسياسة، من هنا من غير المستبعد أبداً أن تأتي نتيجة انتخاباتها مشابهة للنتائج التي حققها الطلاب المستقلّون في الانتخابات الجامعية الأخيرة.