IMLebanon

الاتحاد الأوروبي يعاين معمل فرز نفايات طرابلس: صدمة بالنتيجة

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

 

قطعت زيارة وفد الاتحاد الأوروبي أمس إلى معمل فرز النفايات في طرابلس الشكّ باليقين بوجود فساد في تنفيذه. فالوفد فضّل أن يطّلع عن كثب على المعمل وعلى طريقة تنفيذه، بعد التقارير التي وصلته عن عدم التزام كلّي بدفتر الشروط والمعايير التي على أساسها تمّ تمويل المشروع من قِبل الاتحاد الأوروبي. وضمّ الوفد كلّاً من النائبين: تيري ماريناني وجان لين لاكابيل، والمساعدة البرلمانية صوفي جيل، والملحق الإعلامي كريستوف بوشي، والموسيقار العالمي عمر حرفوش (صاحب مبادرة استرداد الأموال المنهوبة).

الوفد استهلّ زيارته مدينة طرابلس من مركز اتحاد بلديات الفيحاء؛ حيث كان في استقبالهم رئيس الاتحاد – رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي، في حضور كل من عضو بلدية طرابلس المهندس نور الأيوبي، والخبير البيئي الدكتور جلال حلواني.

وفي مركز الاتحاد، أشار النائب ماريناني إلى أن الهدف من الزيارة هو “الاطلاع على مدى التزام الطرف اللبناني بالشروط الصحّية والبيئية التي جرى على أساسها تقديم الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي. فالمعطيات المتوفرة لدينا لا توحي بأنّ عملية إنشاء المعمل قد جرت بطريقة سليمة بل شابها الكثير من المخالفات”.

في معمل الفرز كانت المفاجأة الصادمة. فاختلطت علامات الدهشة بمشاعر الغضب على وجوه أعضاء الوفد الأوروبي ممّا شاهدوه، والذي “فاق حتى كلام الورق والتقارير”، على حدّ قولهم. فقال ماريناني: “لا نرى معمل فرز. أين معمل الفرز؟ ما هو موجود أمامنا الآن أقلّ ما يقال فيه إنّه غير مطابق لدفتر الشروط والمواصفات المطلوبة والتي على أساسها قمنا بتمويل تنفيذ هذا المعمل”.

عمر حرفوش الذي وصف ما رآه بأنّه “خربة” مغلقة وليس معملاً، أشار إلى أن النائب ماريناني “مصرّ على متابعة التحقيق في الملفّ في الاتّحاد الاوروبي للكشف عن الأموال التي صرفت من أجل تنفيذ ما نراه أمامنا اليوم، فلا بدّ أنّ هناك خللاً في مكان ما. فمن الواضح أن عملية فساد كبيرة حصلت في تنفيذ هذا المشروع، بغضّ النظر عن المبلغ المقدّم أو الممنوح من الاوروبيين”.

اكتشف وفد الاتحاد الأوروبي فضائح جمّة على الأرض. ليس هناك التزام بالشروط التي تمّ على أساسها تمويل هذا المشروع. من الواضح بالنسبة إليهم أيضاً أن اتحاد بلديات الفيحاء مسؤول، ورئيسه حسن غمراوي جبّ الغيبة عن نفسه عندما قال للوفد “أنا استلمت رئاسة اللتحاد فقط منذ سنة وجاهز لكلّ تعاون”.

في محصّلة الزيارة، هناك تحقيق وسيكشف كلّ شيء وسيُبنى عليه مقتضاه.