IMLebanon

“الحزب”… واستراتيجية العجز الصامت

كتب زياد عيتاني في صحيفة عكاظ:

يجلس أحد نواب «حزب الله» في البرلمان متفاخراً شارحاً كيف يتعاطى حزبه مع الأزمة السياسية والحكومية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، ليختصر الكلام وكأنه أينشتاين عصره قائلاً: إن حزب الله يعتمد الصمت الإستراتيجي حالياً.

لقد قامت إسرائيل بسلسلة عمليات عسكرية ضد مواقع للحزب والمليشيات الإيرانية في عدد من المناطق السورية، كما تم اغتيال القيادي في الحرس الثوري محسن فخري زاده، إضافة لمقتل قيادات أخرى بظروف غامضة على الحدود السورية الإسرائيلية. وسط كل هذه التطورات والتطاول الإسرائيلي على حزب الله وحلفائه، فإن الحزب وأمينه العام حسن نصرالله ومعهما إيران التزموا الصمت والسكون وكأن الطيور على رؤوسهم، وتحول هذا الصمت إلى دعابات من قبل اللبنانيين المناوئين للحزب وإيران، من مقولة «اعمل نفسك ميت»، المستوحاة من النجم الكوميدي الراحل علاء ولي الدين، وصولاً إلى كتابة أحد الناشطين على صفحته في فيسبوك «حزب الله والحرس الثوري ورداً على اغتيال زاده قاما ثم جلسا».

ويحاول حزب الله ومعه إيران تبرير العجز والمأزق أقله أمام جمهورهم وبيئتهم بمنح هذا العجز مصطلحا يوحي بالأهمية والدقة والحنكة والحكمة في الرؤية، ألا وهو «الصمت الإستراتيجي»، فيما الحقيقة تقول إنه صمت العاجزين، صمت من ينتظر ماذا سيقرر عدوهم أن يفعل به.

لقد امتهن حزب الله وإيران في كل المواقع والمحطات فن التعطيل وإرباك الساحات والمجتمعات وإيقاف عجلة الحياة، في لبنان وسوريا واليمن والعراق، إلا أنهم لم يمتلكوا يوماً حسّ المبادرة الإيجابية، لم يتمكنوا من تأمين وقود محركات السيارات المدنية للإيرانيين الذين يعيشون في دولة نفطية كبرى، ولم يستطيعوا تأمين الرغيف للسوريين النائمين على حقول من القمح التي كان يُصدّر منها الأطنان إلى خارج الحدود قبل سطوتهم، ولم يستطيعوا تأمين الابتسامة للبنانيين الذين اشتهروا بتصدير الفرح والابتسام إلى العالم قبل هيمنتهم.

بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رفعت القوى السيادية اللبنانية شعار «نحب الحياة» بمواجهة حزب الله. ذكي كان من أنتج هذا الشعار، فحزب الله ومعه إيران ما أحبوا الحياة يوماً وكأنهم يعتقدون أنهم منحوا الحياة ليقوموا هم بسلبها.

«الصمت الإستراتيجي» نكتة سمجة لواقع مؤلم تعيشه دولة لبنان المحتلة بقرارها واقتصادها وأمنها والأهم الأهم أحلام أبنائها.