IMLebanon

مريم سيف الدين: أنا مهدّدة بالقتل

كتبت صحيفة “نداء الوطن”:

 

وكأن أرواح الصحافيين والصحافيات مستباحة، لا تكاد تغيب حادثة “قمع” أو “بلطجة” عن الذاكرة قليلاً، إلا وثمة محاولة “تكميم أفواه” أخرى أقبح وأوقح تتصدر المشهد الإخباري والتواصلي. وجديد هذه الحملات القمعية، تعرُّض الزميلة مريم سيف الدين لحملة ترهيب على خلفية كتاباتها الصحافية السابقة ومنها في “نداء الوطن”، وتطوّر الأمر إلى اعتداء متكرر على منزل عائلتها في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت. واستفاق قطاع الإعلام من جديد على وقع جناية “محاولة قتل” طالت عائلة الزميلة سيف الدين، إثر اعتداء موثق بالفيديو على منزلها من قبل أحد أقربائها “المتحزّب الممتعض من قلمي والمعروف بارتباطاته الحزبية بالمسيطرين على المنطقة، برفقة شخص معروف بتورّطه بجرائم في المنطقة” حسب ما قالت لـ”نداء الوطن”.

لجأت سيف الدين إلى “مخفر المريجة” طالبةً الحماية فتحوّلت من مدّعية إلى أشبه بموقوفة، حيث تم تصنيف الاعتداء تحت “العنف الأسري” بدلاً من وضعه في إطار جناية محاولة قتل، فكيف ذلك ولا يسكن المعتدون المنزل نفسه ولا تربطهم أي علاقة قربى بعائلة سيف الدين؟ وعليه، استُخدم القانون الذي طالبت فيه نساء لبنان لمحاسبة المعنفين إلى تبرير العنف الممارس على الصحافية سيف الدين. وللمفارقة، تم تأنيث قضية “منبر مريم السياسي” وتحجيم قضيتها في معادلة أبوية تساوي بين الطائفة والواجب العائلي، فكما تعود النساء إلى الطائفة في قضايا الحضانة والأحوال الشخصية، لا بد من أن تعود سيف الدين كامرأة تمتنع عن طاعة البيئة الحاضنة إلى “موقعها” المحدد لها وإلا “الاستهداف والترهيب”.

وتشرح سيف الدين لـ”نداء الوطن” أنها ليست المرة الأولى التي حاولت فيها تبليغ الجهات المعنية حول ما يحدث مع عائلتها وهذه المرة لم تتحرك دورية من عناصر المخفر باتجاه منزلها قبل ورود اتصالات وضغوطات إعلامية، بذريعة قلة العديد والتقليل من حجم الخطر إذ لم يقع أي قتيل أو جريح، في إشارة إلى أن الدولة لا تتحرك إلا بعد فوات الأوان، كما شرحت أنه قد احتجزت من دون وجه حق ولم يتم السماح لها بمغادرة المخفر لإجراء أي اتصال، وذلك “قبل ورود أي إشارة احتجاز رهن التحقيق من قبل النيابة العامة”، وأنها تفاجأت أنهم لم يسمحوا لها بالتواصل مع محاميتها ما هو “انتهاك حقوق الدفاع المكرسة في المادة 47 من قانون أصول المحاكمات الجزائية”، إضافةً إلى أنه وبعد الضغط واتصال المحامية، تمّ التعرض لها بالعنف اللفظي على مسمع محاميتها ديالا شحادة.

وتختم قائلةً: “أنا وعائلتي مهددون بالقتل بكل صراحة، وهناك تدخل سياسي صارخ ضدنا تُرجم بتدخل أحد أقرباء النائب أمين شري ووقوفه إلى جانب المعتدين في المخفر، وعليه أضع قضيتي والانتهاكات التي تخللتها في عهدة نقابة المحامين ومجلس القضاء الأعلى”.