IMLebanon

أرغفة الخبز الفلسطينية تواجه قرارات “الأونروا” بتقليص خدماتها

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

 

أرغفة الخبز التي رفعها المحتجّون من مخيم عين الحلوة، اختصرت اليوم الاحتجاجي الفلسطيني في صيدا. فالجوع يحاصر أبناء المخيمات، والضائقة المعيشية وجائحة “كورونا” جعلتا الفقر مُدقعاً فيها، وقد بلغ ذروته مع قرارات “الأونروا” المتدحرجة بتقليص خدماتها التربوية والاجتماعية والصحّية بذريعة العجز المالي. واقع مأسوي يرفضه اللاجئون، ويصرّون على تحسين ظروف عيشهم تفادياً لانفجار اجتماعي بات وشيكاً.

وأرغفة الخبز والفقر متلازمة وجهان لعملة واحدة، وهي الى جانب القرع على الأواني الفارغة، وحرق الاطارات واطلاق صفارت الانذار مصحوبة بالهتافات الشاجبة، أساليب لجأ اليها الفلسطينيون للتعبير عن احتجاجاتهم بطريقة غاضبة، تجسّد حالة المعاناة والبؤس التي وصلوا اليها، نتيجة غياب الرعاية الصحّية والاجتماعية، في ظلّ الضائقة المعيشية وتدنّي خدمات “الأونروا”، معطوفة على تداعيات الأزمات اللبنانية المتلاحقة والغلاء وارتفاع البطالة والأسعار والدولار وجائحة “كورونا”.

في الاعتصام الذي أقامته “النسائية الديمقراطية الفلسطينية” (ندى) امام مكتب “الأونروا” في منطقة صيدا للمطالبة بوضع خطة طوارئ مستدامة، قالت المسؤولة ابتسام ابو سالم وهي ترفع رغيف خبز، لـ”نداء الوطن”: “جئنا نرفع الصوت عالياً والضغط على المفوض العام والمدير العام لـ”الأونروا” من اجل القيام بواجباتهم في تأمين التمويل المالي اللازم، بعيداً من اعتماد سياسة التقليص”، مؤكدة أنّ “الجوع بات يطرق الأبواب بل دخل البيوت، وينذر بانفجار اجتماعي قريب”، مشدّدة على رفض الابتزاز السياسي الذي تتعرّض له “الأونروا” من أجل تصفية القضية وشطب حقّ العودة بعد أكثر من سبعة عقود على تمسّك اللاجئين به”.

وحرص المشاركون على رفع أرغفة خبز كُتب عليها: “تقليصات الأونروا جريمة”، “حقّ اللاجئ خطّ أحمر”، “تجويعي يخدم الصفقة”، “الجوع يساوي الفقر”. وقالت الناشطة ميساء علي: “نرفض تقليص خدمات “الأونروا” لأنّ ذلك سيؤدي الى الفقر والجوع”، معتبرة أنّ “ذلك يخدم صفقة القرن التي تهدف الى تصفية القضية وشطب حقّ العودة”، ودعت “الأمم المتّحدة الى تحمّل مسؤولياتها في تأمين التمويل المالي اللازم لها”.

المعتصمة نزيهة ناصر، وهي أمّ لخمسة اولاد، صبّت جام غضبها على “الاونروا”، وأكّدت “لم نعد قادرين على التحمّل، كل يوم تُقدِم ادارتها على تقليص خدماتها، وزوجي لا يعمل في هذه الظروف الصعبة والقاسية، فكيف سنعيش”؟ وطالبت “الاونروا” بـ”دعمنا وتحسين الخدمات، لاننا نريد ان نعيش بكرامة”.

أما الطفلة مايا بشير التي رفعت لافتة كُتب عليها “انهاء الوكالة تصفية للقضية الوطنية الفلسطينية ولحقّ اللاجئين بالعودة”، فقالت: “اريد أن اعيش بحرّية وكرامة، بعيداً من الجوع والخوف على مستقبلي، جئت اطالب بحقّي بالأكل والشرب والتعليم والطبابة وأن يكون لي مستقبل زاهر كغيري من الأطفال”.

وتؤكّد مصادر فلسطينية لـ”نداء الوطن” أنّ السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبّور الذي بحث الأزمة مع المدير العام لـ”الأونروا” كلاودي كوردوني، حذّر من خطورة الوضع في ضوء قرارات ادارة “الأونروا” والذي سيؤدّي الى ما لا تُحمد عقباه، سيّما بعد التلويح بالمسّ برواتب الموظّفين، وطرح اعطاء اجازات استثنائية مفتوحة والتعرّض للحقوق المكتسبة للموظفين، اسقطت بفِعل عزم اتحادات الموظّفين في الأقطار الخمسة على الذهاب الى نزاع العمل”.