IMLebanon

طالبة تحوّل الزيت والزيتون والصابون هدايا الميلاد لمواجهة شظف العيش

كتبت صحيفة “نداء الوطن”:

 

باميلا ميلاد سعد، ابنة بلدة طنبوريت في شرق صيدا، قرّرت ان تتحدّى الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، وتشارك في احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة على طريقتها الخاصة، بعدما فرض تفشّي فيروس “كورونا” واقعاً جديداً: الاكتفاء بالزينة من دون احتفالات خلافاً للاعوام السابقة، فلجأت الى صنع الهدايا ومن الارض التي أحبّت وشجرة الزيتون التي باركها الله.

قبل شهرين، أسست باميلا، وهي طالبة في السنة الاخيرة في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس في صيدا، مؤسسة “بلدي من بلدي”، بهدف تسويق منتوجات الزيت والزيتون والصابون البلدي، ومع اقتراب الاعياد وإقامة المعارض شاركت فيها لبيع المنتوجات كهدايا مزركشة بألوان الفرح والحياة والأمل وبأسعار مقبولة.

تقول باميلا لـ”نداء الوطن”: “أخوض اليوم أول تجربة في حياتي العملية، وعلى قناعة تامة انّه امام الواقع الاقتصادي الصعب وارتفاع نسبة البطالة، لا أتوقّع ان أجد عملاً في لبنان في ظلّ تداعيات جائحة “كورونا”، لذلك بدأت باكراً بالبحث عن وسيلة لتأمين مصروفي خصوصاً واننّي عملت لفترة، ووجدت نفسي ادفع راتبي المتواضع بدل انتقال بين المنزل ومركز العمل فتوقّفت. وبما اننا نملك أراضي زراعيّة مغروسة بأشجار الزيتون، أنشأت مؤسسة صغيرة أطلقت عليها اسم “بلدي من بلدي”، أي منتوجات بلدية حيث تقوم والدتي بـ”رصّ” الزيتون، كما نقوم بانتاج زيت الزيتون وصناعة الصابون من الزيت، وحالياً نسوّق المنتوجات في المعارض التي تقام بمناسبة الاعياد، وهذا الأمر يوفر لنا مدخولاً مقبولاً لمواجهة شظف العيش”.

لا تُخفي باميلا ان القدرة الشرائية عند الناس تراجعت كثيراً، وتقول: “الغالبية لا يستطيعون شراء تنكة زيت، كان سعرها العام الماضي مئة دولار، اي 150 الف ليرة لبنانية، أما اليوم بأقلّ من ذلك بنحو 500 – 600 الف ليرة لبنانية، ولا أحد قادراً على شرائها، فعمدنا الى بيع التجزئة، بـ”الالفية” سعة 4 ليتر بنحو 150 الف ليرة، وقنينة كبيرة سعة 2 ليتر ونصف، بنحو 100 الف ليرة لبنانية، وقنينة صغيرة بنحو 20 الف ليرة لبنانية، والصابون البلدي الكيلو 18 الف ليرة لبنانية وصابونة الزيت الواحدة بـ 5 آلاف ليرة، ما ساعد الناس على شراء ما تحتاج”.

وأوضحت انّه “لمناسبة الاعياد، وضعنا لمسة جمالية على الصابونة والقناني كي تقدّم هدايا، ووجدت اقبالاً على الشراء، ما اعطاني حافزاً على الاستمرار بالتسويق، فشاركت في معرضي مار مخايل “كاراج السوق” وصيدا “الحرف اليدوية” الذي يقام في The Spot Saida أيام الجمعة والسبت والأحد طيلة شهر كانون الأول، ويمكن وصف التجربة بالناجحة”، ودعت جيل الشباب ولاسيّما الخريجين الى عدم انتظار فرص العمل “لا نريد ان تتحول حياتنا محطّة انتظار، علينا السير الى الامام واكتشاف مكامن التميّز عند كلّ واحد ليبني مستقبله على اساسه”.