IMLebanon

جعجع: “جماعة” عون و”الحزب” المشكلة الأساسية في لبنان

شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أن “المشكلة الأساسية في لبنان هي النخبة الحاكمة التي تتألف من حزب الله وجماعة الرئيس ميشال عون”، معتبرا أن “علينا في أوقات الأزمات توصيف الأشياء على ما هي عليه من أجل التمكن من إيجاد الحلول”.

وأضاف، خلال اجتماع عبر تطبيق “Webex” عقده مع عدد من النواب في البرلمان الأوروبي: “لقد بدأت الأزمة منذ قرابة العام والشهرين، وعلى الرغم من فداحة الوضع وحدته والبؤس الذي يعيشه الشعب اللبناني لم يتم القيام بأي شيء، وهذا الأمر غير طبيعي وغير منطقي في ظروف مماثلة، فأنتم الأوروبيون وعلى الرغم من أن لديكم آلاف المشاكل بين أيديكم تحاولون قدر الإمكان المساعدة في حل الأزمة اللبنانية، فيما النخبة الحاكمة عندنا لا تقوم بشيء. والمثال الأبرز على ما أقول هو الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون الذي زار لبنان بهذا الخصوص مرتين في السابق ولسوء الحظ لن يتمكن من القيام بزيارته الثالثة بسبب إصابته بفيروس كورونا، وهنا سأغتنم هذه الفرصة من أجل أن أتمنى له الشفاء العاجل، فيما نرى أن النخبة الحاكمة في لبنان لم تضع وقتا بهذا القدر من أجل مصلحة الشعب اللبناني”.

وأكد انه “ليس لدينا سوى حلا واحدا للأزمة، فنحن نعتبر أننا لا يمكن أن نصل إلى أي مكان مع هذه النخبة الحاكمة، فهي التي أوصلت البلاد إلى الهوة لا يمكنها القيام بغير ما قامت به، لهذا السبب ننادي بأننا يجب ألا نخسر المزيد من الوقت والذهاب مباشرة إلى الحل الوحيد وهو الانتخابات المبكرة، وخصوصا بعد أن اختلف المزاج العام في البلاد ما بعد 17 تشرين الأول 2019، الأمر الذي أفقد هذه النخبة الحاكمة شرعيتها وقد أصبح بإمكاننا القول اليوم فقط إنها قانونية، إلا أن هذا الأمر شيء والشرعية شيء آخر”، لافتا إلى أن “الأكثرية النيابية في الوقت الراهن تقاوم أي محاولة إجراء انتخابات إن كانت مبكرة أو في موعدها الدستوري”.

وعما يمكن للاتحاد الأوروبي القيام به في هذه الظروف، قال جعجع:”يجب أن تضعوا كل الضغط اللازم على النخبة الحاكمة من أجل دفعها للذهاب إلى الانتخابات، حيث من الممكن للاتحاد الأوروبي أن يلتئم ويعلن بوضوح توقفه عن التعامل مع أي طرف من أطراف النخبة الحاكمة ما لم يجر في لبنان انتخابات مبكرة”.

وعن قضية اللاجئين السوريين في لبنان، لفت إلى أنه “لا يمكننا أن نتحمل بعد الآن وجود مليون وثلاثمئة ألف لاجىء سوري على أراضينا، وخصوصا بعدما تدهورت أوضاعنا الاقتصادية، والحل الممكن والوحيد لهذه المشكلة هو أن تقوم روسيا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بإنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية لجهة الحدود مع لبنان حيث تقوم موسكو بتأمين هذه المناطق وهذه لن تكون بمشكلة كبيرة بالنسبة لها في ظل الإمكانات التي لديها في سوريا، فيما يقوم الاتحاد الأوروبي ببناء القرى الصغيرة الموقتة للاجئين ومن بعد الانتهاء من التجهيز يتم نقل اللاجئين إلى هذا المخيم الكبير إن جاز التعبير، حيث تتابع الأمم المتحدة بتقديم المساعدات لهم على غرار ما تقوم به اليوم في لبنان، هذا إذا ما أردنا الوصول إلى حل حقيقي بالنسبة لمشكلة اللاجئين في لبنان، باعتبار أنه وعلى الرغم من أنهم يريدون العودة إلا أنهم لن يقوموا بذلك في ظل استمرار حكم نظام الأسد”.

وعن انفجار مرفأ بيروت، أشار إلى أن “هناك تحقيقا محليا يتم في ما خص هذا الانفجار إلا أنه في كل مرة يصطدم بعائق ما، وهناك العديد من المطبات التي تعترض طريقه ومساره، فعلى سبيل المثال قام القاضي منذ بضعة أيام باستدعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزراء آخرين من أجل الاستماع إلى إفاداتهم في قضية انفجار المرفأ إلا أنهم رفضوا المثول أمامه، لذا لا أعتقد أن أي تحقيق محلي من الممكن أن يصل إلى الحقيقة باعتبار أن انفجار المرفأ هو جريمة كبيرة جدا وليست مجرد خطأ بسيط”، متابعًا: “لقد أودت هذه الجريمة بـ 200 قتيل و200 مصاب بإعاقات دائمة بالإضافة إلى 6000 جريح وعشرات الآلاف من المشردين، الحل الوحيد الممكن من أجل الوصول إلى الحقيقة هو ان يكون لنا لجنة تقصي حقائق دولية يؤلفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ولكي نتمكن من الحصول على لجنة مماثلة يجب على دولة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إرسال رسالة للأمين العام طالبة منه تشكيل هذه اللجنة”.

وأردف: “معرفة الحقيقة مسألة مهمة جدا بالنسبة للشعب اللبناني لأنها ستعطيه بعض الأمل والإيمان بأن هناك شيئا ما لا يزال موجودا هنا إلى جانبه، فهو اليوم لا أمل لديه ولا إيمان له بهذه النخبة الحاكمة، لذا بطبيعة الحال لن يكون لديه أي إيمان بالتحقيق المحلي في هذه الجريمة، لذا إذا ما تمكنتم من مساعدتنا في هذه المسألة فهذا الأمر سيكون بحد ذاته انجاز كبير”.

وردا على سؤال، قال جعجع: “إن النخبة الحاكمة في لبنان لا تريد لجنة تقصي حقائق في جريمة انفجار مرفأ بيروت لسبب بسيط وهو أن معظم المسؤولين في الدولة لديهم مسؤولية بشكل أو بآخر في انفجار المرفأ ومن الممكن أن يتم محاكمتهم جراء هذا الانفجار، ولهذا السبب تحديدا لا يريدون الذهاب باتجاه تحقيق دولي إلا أننا ومعنا أكثرية الشعب نريد ذلك لمعرفة الحقيقة التي لا أمل لدينا للوصول إليها سوى عبر لجنة تقصي حقائق دولية، وأظن أن فرنسا قادرة على الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل لجنة مماثلة ولهذا السبب قمت بإرسال رسالة للرئيس ماكرون منذ شهرين طالبا منه القيام بذلك، فهكذا أمر ليس بحاجة لأن يتم التصويت عليه في مجلس الأمن”.

أما بالنسبة لما يمكن للاتحاد الأوروبي القيام به في هذه الظروف لمساعدة الشعب اللبناني، ختم قائلا: “نشكر الله على أن أوروبا لا تزال على الرغم من جائحة كورونا مزدهرة. ويمكنها القيام بالكثير للشعب اللبناني كشعب، الذي يمكنكم مساعدته إنسانيا عبر المؤسسات الدولية والأوروبية كمنظمة الأغذية العالمية أو صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو الوكالة الفرنسية للتنمية على سبيل المثال لا الحصر. وسأغتنم هذه الفرصة لتوجيه شكر كبير للحكومة الفرنسية التي ساعدت المدارس الخاصة الفرانكوفونية في لبنان بمبلغ 15 مليون دولار في بداية هذا العام الدراسي، كما ساعدت التلامذة اللبنانيين في الجامعات الفرنسية. لذا يمكنكم مساعدتنا على الصعيد الإنساني ونحن في أمس الحاجة لذلك، كما يمكنكم تقديم المال للمشاريع التنموية عبر المؤسسات الدولية أو الأوروبية”، ختم: “تتركون الكثير من مشاغلكم من أجل الغوص بشكل معمق أكثر في الأزمة اللبنانية”.

وحضر الاجتماع نائب رئيس كتلة “حزب الشعب الأوروبي” (الكتلة الأكبر في البرلمان الأوروبي) والمسؤول عن لجنة العلاقات مع جنوب أوروبا في البرلمان أندريه كوباتشيف، الامين العام ل”حزب الشعب الأوروبي” أنطونيو لوبيز أيستورير والمسؤول عن الملف اللبناني في الحزب لازيو تروكساني ورئيس الوفد الفرنسي في كتلة الحزب فرانسوا كزافيه بيلامي، في حضور رئيس مكتب العلاقات الخارجية في القوات في الولايات المتحدة جوزيف جبيلي، رئيس جهاز “الإعلام والتواصل” شارل جبور، مسؤولة العلاقات مع الأحزاب الدولية السي عويس والمسؤول عن الإعلام الأجنبي في جهاز “الإعلام والتواصل” مارك سعد.