IMLebanon

طلاب لبنان اليوم في الشارع: هل تكبر كرة الثلج؟

كتب عمار نعمة في “اللواء”:

طلاب لبنان وشبابه على موعد اليوم مع إستحقاق كبير سيجمع مختلف الأطياف السياسية والعقائدية وطبعا الطائفية، ذلك أن تلك الإنقسامات لا تجد صداها لدى الشرائح الصاعدة المنتفضة على الأجيال التي سبقتها التي لم تقم بدورها الكامل لناحية الانتفاضة على سلطات الجامعة الخاصة والرسمية.

سيواجه هؤلاء قرار «دولرة» الأقساط وقبول الدفع بالليرة اللبنانية على سعر منصة الـ ٣٩٠٠ ل.ل. وفي ظل الهموم المعيشية التي تكبر يوما بعد الآخر بالنسبة الى شرائح واسعة من بينها طبعا الطلاب، يأتي ذلك القرار كسابقة خرجت بها «الجامعة الأميركية» على جامعات خاصة أخرى أعلنت أنها ستحذو حذوها.

الأوصياء على «الأميركية» نفسها هم من اتخذوا القرار المحزن في تموز الماضي مع صرف مئات من صغار الموظفين العاملين في الحقل الإستشفائي في «المركز الطبي» لـ«الجامعة الأميركية»، القرار الذي إتخذ مداه رغم كل الاعتراضات التي جرت ووسط أزمة معيشية خانقة.

إنتقادات لخوري

يشكل ذلك القرار بـ«الدولة» خطرا على إستمرارية الطلاب في تلك الجامعات، ولو أن في «اللبنانية الاميركية» مثلا تتلقى غالبية ملحوظة مساعدات من الجامعة، لكن تلك المساعدة ستضمحل مع قرار «الدولرة» وقد يتمنع عدد كبير من الطلاب عن متابعة عامه الجامعي أو سيتدين مبالغ طائلة لإتمامه وهو الذي يعمل معيله براتب بالليرة اللبنانية غير كامل أصلا.. هذا اذا ما كان يعمل!

كما قد يؤدي القرار الى نزوح طلابي من الخاص الى العام في الجامعات وفي المدارس حيث بدأ في كل حال، في ظل عجز رسمي عن تلقف عدد كبير من الطلاب.

يحاول هؤلاء الطلاب في الرابعة عصر اليوم عبر النزول في مسيرة كبرى إنطلاقا من أمام «مسرح المدينة» في شارع الحمراء في اتجاه مداخل الجامعات، تطويق هذا القرار قبل استفحاله في اتجاه الجامعات الخاصة الأخرى والمدارس الرسمية في ظل عجز من السلطة وخاصة وزارة التربية المطالبة من قبل هؤلاء باتخاذ موقف صارم يمنع ما يجري.

ويغمز الكثير من الطلاب من قناة «الأميركية» ورئيسها فضلو خوري الذي ضغط على جامعات أخرى من بينها «اللبنانية الاميركية» لتطبيق هذا القرار، وطلاب الأخيرة يعتبرون أن جامعتهم لا تشوبها قضايا كتلك التي شابت «الأميركية» وأنها لا تعاني من مشاكل مادية وتتلقى مساعدات خارجية ووضعها المادي «نظيف» وليس على غرار «الأميركية» التي تلقت مؤخرا مساعدات من الحكومة الأميركية ورواتب إدارييها ما زالت مرتفعة وبالدولار، كما يؤكد كثير من المشاركين في مسيرة اليوم.

في كل الأحوال، سيجمع القرار طلابا أيضا من «اليسوعية» و«الجامعة اللبنانية الدولية» و«هايغازيان» وغيرهم، وستكون مواجهة القرار هي الأولوية في تضامن طلابي كامل من قبل طلاب الجامعات الخاصة والجامعة الوطنية، مطالبة بتجميده أقله لمرحلة معينة، في موازاة مطالب أخرى تتعلق بشفافية على صعيد موازنات الجامعات الخاصة التي تدعي أنها لا تبغي الربح بينما تتخذ قرارات مثيرة للجدل، وإشراك الطلاب والدولة بالقرارات التي تخص الطلاب أي إشراف الدولة على قرارات مصيرية مثل ذلك الذي اتخذته بعض الجامعات.

وحدة الخاص والوطني

ويبدو موضوع تكوين الطلاب ركنا أساسيا في القرارات الجامعية سواء في الخاص أو الرسمي، مطلبا مشتركا وفي صلب النضال الطلابي الذي سبق بعضه تاريخ 17 تشرين، علما بأن غالبية المشاركين في مسيرة اليوم هم من غير أحزاب السلطة والحكم من دون أن يعني ذلك إنتماءهم الى توجه سياسي ما، بل لبحر من المستقلين ومن النوادي العلمانية في الجامعات وخاصة ممن هم في بيئة إنتفاضة تشرين.

وبالنسبة الى طلاب الجامعة الوطنية، فإن وضعها الخاص يدفع بالنضال نحو صعوبة أكبر. والمطالب ستتركز على تحسين وضع الجامعة في شكل عام وإخراجها من واقع متردٍ يتهم الطلاب السلطة به عبر خطوات كثيرة منها تعطيل مجالس تمثيلية على مستوى الأساتذة والطلاب، وتخفيض موازنة الجامعة وترك أساتذة كثر من دون تثبيت مع تكريس فكرة التعاقد.

سيكون العنوان المشترك لدى الطلاب وغيرهم اليوم هو رفع شعار محاربة الفساد الذي لم يعد حكرا على الجامعة الرسمية التي باتت منذ زمن طويل تحت وصاية قوى السلطة وأحزابها باختلاف فروعها بين جهة سياسية وأخرى، وهو ما يجعل من مطلب استقلالية الجامعة اللبنانية أكاديمياً ومالياً وإدارياً، أساسياً.

لن تكون المرة الاولى لنضال طالبي كهذا، لكن الجديد هو تزامن الامر مع بيئة خلقتها ظروف ما بعد 17 تشرين، ولعل نضال التصدي لهذا القرار بـ«الدولرة» سيشكل الامتحان الأول الملقى على عاتق المجالس الطلابية المنتخبة حديثا وخاصة في «الأميركية» و»اليسوعية».

هو فعل تراكمي بين الطلاب وذويهم وأساتذتهم كما من قبل كل من تضرر بقرار الصرف الذي إتُخذ الصيف الماضي، ويعلم الجميع أن لا سبيل لتحصيل الحقوق إلا بنضال توحيدي للجهود كافة للضغط على المعنيين ومن بينهم وزارة التربية التي ستكون مؤهلة لأداء دورها على هذا الصعيد في حال وجود قوة دفع شعبية كبيرة تؤازرها في وجه تعسف الجامعات الخاصة.