IMLebanon

كورونا في المطار “سارح والرب راعيه”!

كتبت رجانا حمية في “الأخبار”:

في وقت «يشدّ» فيه عداد كورونا صعوداً، يكبر الخوف من السلالة الجديدة للفيروس. اليوم، لم يعد العداد هو المؤرق بحد ذاته، بقدر تلك السلالة التي تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنها أسرع وأسهل انتشاراً وعواقبها مجهولة إلى الآن. من هنا، بدأت دعوات الى اتخاذ الحكومة موقفاً واضحاً في ما يخص الآتين من الخارج، وتحديداً من بريطانيا وأوروبا بشكل عام، خصوصاً أن الكثير من الدول حظرت الرحلات الجوية إلى المناطق الموبوءة بالسلالة الجديدة. ولئن كانت الحكومة لم تتخذ إلى الآن موقفاً حاسماً، فاتحة البلاد للعابرين، فيما الأفضل اليوم «أخذ قرار عدم الاستقبال من الخارج للحدّ من سلالة الفيروس الجديدة»، على ما يقول مدير عام مستشفى بيروت الحكومي، فراس الأبيض؛ إذ إن المطلوب «توخي الدقة والحذر في اتخاذ القرارات، لأن كورونا أثبت أنه فيروس سريع»، ولذلك «علينا زيادة الإجراءات كي لا نسمح بوصول السلالة الجديدة إلى لبنان أولاً، ولأنه لا يمكن أن نضمن من الجهة الأخرى التزام الوافدين بالحجر». ومصدر الخوف هنا، بحسب ما أشار رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عقب اجتماع اللجنة أمس، أن السلالة الجديدة «قياسية» في انتشارها، «ففيما كانت العدوى في النسخة الأولى تنتقل إلى 3 أشخاص، فإنها في الثانية تصل إلى 5 أو 7 أشخاص».

أما بالنسبة إلى واقع الفيروس «الأول» في البلاد، فما يجري اليوم في الشوارع هو «فلتان». وأول مظاهر هذا الفلتان ما يشهده مطار بيروت من زحمة خانقة، إن كان في أعداد المسافرين العائدين أو في المستقبلين، في غياب لافتٍ لإدارة المطار عن أبسط الإجراءات الواقية من انتشار فيروس كورونا. وهي إجراءات الحد الأدنى التي تفرض مثلاً تخفيف أعداد المستقبلين. ويتحمل هؤلاء، كما الدولة التي تنشغل بكيفية إدخال الدولارات، المسؤولية عن أزمة قد تؤدي إلى كارثة، «والخوف أن لا يبقى هناك مكان في المستشفيات»، على ما يشير عراجي. ليس تهويلاً، بل هو واقع أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المرضى، أضف أن الفيروس ليس دائماً «متسامحاً»، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن «نسبة 50% من الراقدين في العناية الفائقة هي حالات وفاة». من هنا، يطالب عراجي «بتحمّل الكل لمسؤولياته: الأفراد، المطاعم، الملاهي في فترة الأعياد، إضافة إلى المسؤولية الواقعة على عاتق الدولة، وخصوصاً وزارتي الداخلية والسياحة التي يفترض بها أن تراقب الحانات التي أعطيت أذونات، لأن القضية لم تعد مزحة».

إلى تحدّي الأعياد، يواصل عداد كورونا صعوده مع تسجيل 17 وفاة أمس و1693 إصابة و418 حالة في غرف العناية المركزة. والأرقام بحسب المعنيين، وعلى رأسهم وزير الصحة حمد حسن، مرشحة إلى مزيد من الارتفاع. ولذلك، كانت دعوة اللجنة العلمية المتابعة لفيروس كورونا إلى أن يكون الاستثناء فقط ليلتي الميلاد ورأس السنة، إلا أنها لم تلقَ تجاوباً من