IMLebanon

جبهة كاثوليكية في زحلة ترفض جريصاتي لنيابة رئاسة المجلس الأعلى

كتبت صحيفة نداء الوطن:

“سليم جريصاتي ليس مرشّحاً زحلياً توافقياً لنيابة رئاسة المجلس الأعلى للكاثوليك”، هذه كانت خلاصة الرسالة من إجتماع كاثوليكي بمدينة زحلة، ظلّ بعيداً من الأنظار، وضمّ النائبين جورج عقيص وميشال ضاهر، رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب، ونائب رئيس المجلس الممدّد له لولايتين ميشال فرعون، والذي أثار زوبعة من ردّات الفعل، أخرجت النقاش حول المركز كما “دور المجلس” الى العلن، قبل أكثر من شهر على موعد إنتخاباته المحدّدة في شباط المقبل. لم يصدر عن المجتمعين تصريح واضح حول التحفّظات عن ترشيح جريصاتي، إلا أنّ توجّهاته عكستها تغريدة للنائب ميشال ضاهر توجّه فيها الى جريصاتي من دون تسميته قائلاً: “لــن نرضـــى بك مرشّحـــاً استفزازياً لشقّ طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، التي تجمع ولا تفرّق. نعم لمرشّح يمثّل الطائفة ولا يمثّل عليها”.

في المقابل، إمتنع النائب جورج عقيص، في إتصال مع “نداء الوطن” عن التعليق على الموضوع، تاركاً المجال أمام “إتصالات تجرى مع البطريرك لإحتواء المواقف”، وقال ردّاً على سؤال أنّه “يحقّ لأيّ شخص أن يترشّح اذا كان يستوفي الشروط، ويحقّ لأيّ شخص أن يرفض الترشيح. فحقّ الترشّح مقيّد باستيفاء الشروط، أمّا حقّ الرفض فغير مقيّد بأيّ شرط”.

لا شك أن “الجبهة الكاثوليكية” بوجه ترشيح جريصاتي، والتي تشكّلت من مختلف الإنتماءات السياسية، عكست أبعاداً تتخطّى زحلة في رفض فرضه مرشّحاً توافقياً، وربّما تصل الى حدّ المخاوف من تعريض المركز لعقوبات أميركية شبيهة لتلك التي فرضت على النائب جبران باسيل. إلا أنّ النقاش الذي خرج الى العلن، فجّر “القلوب المليانة” من أداء داخلي في المجلس، إستفحلت المآخذ عليه مع التعيينات الأخيرة لـ21 عضواً، من دون إستشارة أو الأخذ برأي نائبي زحلة الكاثوليكيين، بل جاءت مسارعة بعض الأعضاء الجدد في الإعلان عن إنتماءاتهم السياسية، لتفاقم ما تشكو منه بعض الأطراف الكاثوليكية، وخصوصاً في زحلة، من حيث شرذمة صوت المجلس على طاولات السياسيين، بدلاً من إستثمار الإنتماءات السياسية في تحقيق المكاسب للطائفة. قلّصت السياسة وتشرذمها بحسب معنيين بإجتماع زحلة، فعالية المجلس ودوره في إنماء الطائفة وتحسين ظروف أبنائها. لم تسمـــح لــــه بإتّخاذ موقف سياسي موحّد، وبدلاً من تعزيز موقع الطائفة في المراكز والوظائف العامة، خسرت مواقع سابقة لها، سواء في رئاسة الجامعـــة اللبنانيـــة أو وزارة الخارجيـــة وغيرها من الإدارات والمواقع العامة، بعدما عجزت أيضاً عن تحصين موقعها في الحكومات المشكّلة. المشكل الأساسي وِفقاً لعقيص “ليس بالاشخاص وانما بضآلة الإنجازات.

وهذا ما يجب أن ننكب عليه ككاثوليك حتى نخدم الوطن بالدرجة الأولى بمشاريع وأفكار رؤيوية وتطويرية وإصلاحية، ونخدم كذلك شبابنا بوظائفهم ومستقبلهم”.

ولكن في مقابل مطالبة مصادر مواكبة للإجتماع بشخصية توافقية غير مسيّسة يمكن أن تكون زحلية، قد تشكل المقدّمة لنفضة شاملة في أداء المجلس، يعرب منتقدو اللقاء عن خشية من أن يتحوّل رفض ترشيح جريصاتي مقدّمة لإلغاء العرف القاضي بمداورة المركز بين زحلة وبيروت. يقول عقيص: “شخصياً، أرفض أن يكون تمثيل الطائفة محصوراً بأشخاص وعائلات، هناك كفاءات في الطائفة، وليست محصورة بزحلة أو بيروت، فلنقرّر كلّنا الخروج على العرف، ونعمل على تحويل المجلس مجلس كفاءات الروم الملكيين الكاثوليك، فقد حان الوقت لضمّها الى المجلس، وإلّا إلغائه”.

يأمل عقيص في أن “نصل الى وقت لا يكون هناك مجالس خاصة بالطوائف، بل مجالس وطنية من كلّ الطوائف”، أمّا في ظلّ الواقع الحالي، فبرأيه “إذا كنّا نختلف بالسياسة ليس من الضروري أن نقحمها في مجلسنا الأعلى، بل علينا التركيز على ما نتّفق عليه، ونضعه في الأولويات، وحينها يُمكن أن ننطلق بالعمل ليشعر الكاثوليك بإنجازات المجلس أينما وجدوا.

أمّا حالياً فيصحّ السؤال: ماذا يقدّم المجلس لإبن القاع أو راس بعلبك أو ابن مغدوشة، أو حتى لإبن زحلة وبيروت؟