IMLebanon

بري مستاء من الوضع الحكومي: أنا ساكت!

كتب عمر حبنجر في جريدة الأنباء الكويتية:

أقبلت سنة ميلادية جديدة يؤمل أن تكون أفضل من سابقاتها، التي لم توفر أحدا من مصائبها، واللبنانيون باقون على قلقهم، مع غياب المؤشر على أن السنة الجديدة لن تكون امتدادا لما سبق، في ظل المحنة السياسية المستمرة والوبائية المتطورة، وانكشاف لعبة الارتهان للخارج.

قد تكون السنة الجديدة سنة السيطرة على فيروس كورونا وسلالاته، لكن ليس ما يشي أو يوحي بأن كورونا السياسية قابلة للشفاء في لبنان بحكم تجذرها في مجتمعه السياسي المصادر من جانب تحالف المافيا مع السياسيين، تحت عنوان حماية حقوق الطوائف، التي هي في حقيقة الأمر حقوق المنادين بها من شرفات طوائفهم المصادرة للإرادة والقرار.

وواضح أن فيروس كورونا وجد له أكثر من لقاح، فالطب يتبع مبدأ التجربة والخطأ، لكن من يصنع اللقاح للجائحة السياسية التي تعصف بلبنان ومتى؟ مَن بوسعه إعادة الدولار الى رشده في لبنان؟ ولا يكفي تغيير الأرقام ارتفاعا أو هبوطا، إنما المطلوب تغيير طريقة التعاطي وأسلوب معالجة الأزمات.

الرئيس ميشال عون غرد عبر تويتر قائلا: نعمل لكي تحمل السنة الجديدة معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لاسيما بعد جريمة التفجير في مرفأ بيروت ما يستوجب تشكيل حكومة فاعلة.

ودعا عون اللبنانيين إلى «مواجهة التحديات بإرادة وعزم وتصميم، لاسيما منها وباء «كورونا» الذي يتطلب منا جميعا وعيا للتعاطي معه بواقعية والتزام بكل الإجراءات التي تحد من انتشاره»، مؤكدا «العمل لكي تحمل السنة الجديدة معالجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يجتازها لبنان».

رئيس مجلس النواب نبيه بري أبدى استياءه من واقع الحال ومن بلوغ الملف الحكومي الحائط المسدود، وقال «أنا ساكت».

وبهذا المعنى، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «إن انتظار تشكيل الحكومة في لبنان هو كمن ينتظر أن تنبت مراع خضر في صحراء قاحلة».

وخلال لقاء محازبين في معراب، جدد جعجع القول «إن الحل الوحيد المتبقي للخروج من أزمتنا هو الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة».

النائب السابق فارس سعيد قال إن لبنان وطن أسير، مثله مثل سوريا والعراق واليمن، ضمن النفوذ الإيراني، الذي حوّل هذه البلدان الى صندوق بريد بينه وبين الولايات المتحدة، نحن مطلون على أزمات كبرى، والمشكلة أن ضمانة الدولة في لبنان تنهار يوما بعد يوم، ولا ضمانات رديفة، وأعتقد أن مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون انتهت، وفي «لوموند» الفرنسية الخميس، شبه نعي لهذه المبادرة، وبالتالي أمام سعد الحريري اما الخضوع لشروط حزب الله وعون بتحوله من حكومة مهمة الى حكومة سياسية تضم جميع الافرقاء، كما كنا عليه، وهذه ليست لمصلحة لبنان، واما البقاء حيث نحن، متنقلون بين أزمة حكومية وأزمة دستورية، عندئذ ندخل في المجهول.

النائب ماريو عون، عضو تكتل لبنان القوي، متشائم، مع اطلالة السنة الجديدة، على غير عادة اعضاء فريق الحكم، اذ اعلن عن توقعه بقاء حكومة تصريف الأعمال الى نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، مع إقراره بأن في ذلك موت لبنان، مضيفا في مداخلة تلفزيونية: أتوقع اكثر من ذلك، أن نذهب الى الأسوأ، عازيا المشكلة الى الطائفية.

من جهته، النائب زياد حواط، عضو تكتل الجمهورية القوية، دعا الى نشر قوات من الأمم المتحدة على الحدود الشرقية والشمالية للبنان مع سوريا أقله لوقف التهريب بين البلدين، ومن هنا يبدأ الإصلاح.

في هذا السياق، نشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط شريط فيديو على تويتر يصور نحو 50 شاحنة وصهريج محملين بالمواد الغذائية وبالمحروقات متجهة تهريبا الى الأراضي السورية عبر بلدة اللبوة في البقاع الشمالي منذ بضعة أيام.

أما في يوميات «كورونا»، فقد سجل رقما قياسيا جديدا في الإصابات. واصابت الجائحة ثلاثة اعضاء في مجلس النواب اللبناني هم: فادي سعد وادغار طرابلسي وجوزف اسحق.