IMLebanon

لبنان مع إطلالة “2021”: أمنيات بالتخلص من النظام السياسي الفاسد

كتبت جريدة “السياسة” الكويتية:

يسود التشاؤم غالبية اللبنانيين في أن يمحو العام “2021” ويلات ومآسي السنة المنصرمة التي شهدت إغراق لبنان في بحر متلاطم من الأزمات التي لا تعد ولا تحصى، زادتها جائحة “كورونا” التي ما زالت تتفشى في طول البلاد وعرضها، تعقيداً كبيراً، في ظل واقع سياسي بالغ الخطورة، وعلى وقع عجز فاضح تتحمل مسؤوليته الطبقة السياسية المتحكمة برقاب اللبنانيين، عن تشكيل حكومة جديدة بعد أكثر من شهرين على تكليف الرئيس سعد الحريري، دون أن تظهر مؤشرات على إمكانية أن ترى هذه الحكومة النور في وقت قريب، بالرغم من الجهود التي تبذلها فرنسا لإبقاء مبادرتها الإنقاذية حية.

ومع بداية العام الجديد، فإن القاسم المشترك عند جميع اللبنانيين هو التخلص من هذه الطبقة السياسية الفاسدة المتحكمة بالبلد، تحت وطأة الاستحقاقات المعيشية والحياتية التي تفرض نفسها أولوية على جدول الأعمال المثقل الذي ينتظر اللبنانيين الذين يتحضرون لمواكبة انطلاقة بداية الـ2021 بالتحضير لتحركات احتجاجية رفضاً للواقع الاقتصادي والمالي المتفاقم.

وهذا ما أشار إليه رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي كشف عن تحرك محتمل بداية العام الجديد”، مضيفاً “الوقت غير مناسب للمناكفات السياسية وتصفية الحسابات، لذلك لا بد للاتحاد الذي يشكل القوة الجامعة على صعيد الوطن من تنظيم تحرك وطني شامل بالتنسيق مع كل هيئات المجتمع المدني ونقابات المهن الحرة والهيئات الاقتصادية كي يكون الصوت واحدًا، ولا بد من صرخة كبيرة بداية العام إذا لم يتم تشكيل حكومة”.

وترأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعًا في قصر بعبدا حضره وزير الخارجية وأعضاء الوفد إلى المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في وقت علمت “السياسة” من مصادر ديبلوماسية أن “لا موعد قريباً لاستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، في ظل عدم وجود حماسة أميركية للتشجيع على استئنافها، بسبب عدم تحقيق نتائج إيجابية سريعة”.

وفي ما بدا أنه محاولة من رئاسة الجمهورية لإعادة وصل ما انقطع مع البطريركية المارونية، زار مستشار عون الوزير السابق سليم جريصاتي، بكركي والتقى البطريرك الراعي.

وقال بعد اللقاء، إن “مرجعية بكركي وطنية، والبطريرك والرئيس على خط متوازن في موضوع خلاص لبنان، ولم أر أي تباين في وجهات النظر”.

وعن العقبة في وجه تشكيل الحكومة، أفاد: “العقبات كثيرة ولكنها تبقى قابلة للحل إن صفت النيات، والحل الواحد هو الذي يعطينا إياه الدستور وهو العيش المشترك، أي المشاركة الفعلية في إنشاء السلطات”.

وفي سياق آخر، أكدت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أنه “لمناسبة رأس السنة الميلادية، باشرت وحدات الجيش تنفيذ تدابير أمنية مشددة في مختلف المناطق اللبنانية، لتأمين المرافق السياحية والتجارية والاقتصادية”.

ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى “عدم إطلاق النار ابتهاجاً بحلول رأس السنة الجديدة والتجاوب مع الإجراءات الأمنية المتخذة، وذلك حفاظاً على السلامة العامة وإنفاذاً للقوانين المرعية الإجراء، مع التأكيد على أن أي مخالفة بهذا الشأن سوف تعرّض مرتكبيها للملاحقة القانونية”.

سياسياً، وجهت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو رسالة تهنئة إلى اللبنانيين، بمناسبة السنة الجديدة، أكدت خلالها أن “فرنسا كانت إلى جانبكم، وستبقى كذلك”، مشددة على أن “الوضع الراهن يحتم على فرنسا أن تواصل، مع شركائها، المطالبة بالإصلاحات التي لا بد من تطبيقها من أجل النهوض بالبلد والتحديث”.