IMLebanon

وزير الخارجية: لا نريد أن نكون خط دفاع عن أي دولة أخرى

كتبت ماجدة عازار صحيفة “نداء الوطن”:

 

غابت السلطة اللبنانية عن السمع بعدما “نطق” قائد القوات الجوّية في “الحرس الثوري الإيراني” علي حاجي زادة بسلسلة مواقف أقحم فيها لبنان بالمواجهة الإيرانية مع اسرائيل، عبر قوله “إنّ صواريخ لبنان وغزّة من دعم طهران، وهي الخطّ الأمامي لمواجهة إسرائيل”، لكنّ هذه السلطة استفاقت بعد سبات عميق، وأعلن رئيس الجمهورية ميشال عون عبر “تويتر” أمس، وليس في بيان رسمي، أنّ “‏لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرّية قراره”، فيما شدّد “التيار الوطني الحر” على “أنّ أي دعم لا يجوز أن يكون مشروطاً بالتنازل عن السيادة الوطنية، أو بالانغماس في ما لا شأن للبنانيين به”.

لكن اين وزارة الخارجية والمغتربين من تصريحات زادة التي اثارت موجة غضب شعبية ورسمية؟ وكيف سيتصرّف الوزير شربل وهبة مع هذا الإقحام الايراني للبنان وتوريطه، عبر جرّه الى مواجهات لا ناقة له فيها ولا جمل، ووسط مطالبته بوجوب استدعاء السفير الايراني في لبنان جلال فيروزنيا وسؤاله حول تصريحات “الحرس الثوري”؟

الوزير وهبة الذي راجع سفير لبنان في طهران حسن عباس للوقوف منه على خلفيات التصريحات الأخيرة عن المسؤول الايراني، يعتبر أنّ ما أعلنه زادة لا يعبّر لا عن الحكومة الايرانية ولا عن موقف سياسي رسمي للجمهورية الإسلامية في ايران، ويشدد الوزير لـ”نداء الوطن” على الإطار الرسمي للموقف الذي عبّر عنه الرئيس ميشال عون وتأكيده ان لا احد يشاركنا في الدفاع عن أراضي لبنان وسيادته وقراره.

ولم يتوقف وهبة كثيراً عند الدعوات الموجهة اليه باستدعاء السفير الايراني، فالامر المهم في اعتقاده هو “ضرورة تأليف حكومة في لبنان تجتمع وتتّخذ الاجراءات والقرارات اللازمة لكي يستطيع وزير الخارجية الاستناد اليها، والعمل بالطرق الديبلوماسية لتنفيذها، فدور وزارة الخارجية في ظلّ حكومة مستقيلة يبقى أصعب بكثير في تنفيذ القرارات ويصبح مستنداً إلى الثوابت الوطنية والاسس الدستورية القائم عليها لبنان. وأعتقد ان الموقف الذي عبر عنه رئيس الجمهورية هو في الوقت الحاضر الموقف الذي سأتبنّاه، بانتظار ما قد يصدر رسمياً بشأن التصريح عن وزارة الخارجية الايرانية او عن الحكومة الايرانية، وحتى الآن لم اتبلغ اي شيء رسمي منهما”.

ويشدّد الوزير وهبة على ضرورة عدم اقحام لبنان في اي صراع، مشيراً الى ان “هذا هو الموقف الذي علينا جميعاً أن نلتفّ حوله، فنحن لا نعادي اي دولة ما عدا العدو الاسرائيلي، ولا نريد ان نكون خط دفاع عن اي دولة اخرى”.

ويؤكد وهبة اهمية التمسّك بالثوابت الثلاث الأساسية عند غياب اجتماعات مجلس الوزراء التي يجب ان ترسم سياسة الحكومة وتقرّرها للفترة الصعبة والخطيرة التي يجتازها لبنان حالياً، ويلخّصها بثلاث نقاط: “التمسّك بوحدة الاراضي اللبنانية، وبالسيادة الوطنية، وضرورة عدم تعريض وحدة الشعب اللبناني لأي مخاطر، فوحدتنا الداخلية هي من الثوابت الاساسية التي يجب ان ندافع عنها بكل ما لدينا من قوة، والا نعرّض لبنان مُجدّداً لأي اقتتال او لانقسام داخلي”.

التقارير الاعلامية التي تشي بقرب اندلاع حرب في المنطقة تطال شظاياها لبنان، يضعها وهبة في سياق القراءات عند متابعة الاحداث والتطورات، والتي تصب جميعها عند استشعار عملية ما خلال الاسبوعين الاخيرين من ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب ويؤكد الوزير ان الدعوات الديبلوماسية تجمع كلها على وجوب تمسك الجميع بضبط النفس لعدم اعطاء ذريعة لا لاسرائيل ولا لمن يريد الايقاع بوحدة الدولة اللبنانية. ويختم بالقول: “ان ايران هي التي عليها ان تدافع عن نفسها وهي تدرك كيف تفعل ذلك مهما كان الكلام الذي يصدر من هنا او من هناك، ايران تتولى مهمّة الدفاع عن نفسها بنفسها، ولبنان عليه ان يأخذ بالثوابت التي عدّدتها من غير ان نكون لا في خط الدفاع عن ايران ولا في الخط المعادي لها، نحن نتمسك بالثوابت ولا نفرّط بوحدتنا الوطنية ولا بسلامة وحدة اراضينا”.