IMLebanon

أهكذا تواجهون “الحرس الثوري”؟!

كتب طوني أبي نجم في صحيفة “نداء الوطن”:

 

يستطيع قادة “الحرس الثوري الإيراني” أن يفاخروا قدر ما يشاؤون بأنّهم يتحكّمون بمنظومة الصواريخ التي يُشرف عليها “حزب الله” في لبنان، فهم أعلنوا سابقاً أنّهم يحتلون 4 عواصم عربية بينها بيروت. ولن تنفع كلّ التصريحات والتغريدات في مواجهة الإحتلال الإيراني للبنان، والذي أوصلنا إلى الإنهيار الشامل، مالياً واقتصادياً، ويُنذر اليوم بتحويل لبنان أرضاً محروقة بالكامل دفاعاً عن إيران!

مُخطئ من يظنّ أنّ نقطة قوة “حزب الله”، ومن خلفه “الحرس الثوري” وإيران في لبنان، تكمن في عدد الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة التي يملكونها، لأنّ هذه الصواريخ لا تُجدي نفعاً في المعادلات الداخلية، أمّا في المعادلات الإقليمية فهي بمثابة خردة يسعى الإيراني لتأمين أفضل ثمن لها على طاولة المفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة.

نقطة قوّة “حزب الله” تكمن في تضعضع من يُفترض أنها قوى معارضة له، تضعضع وصل إلى حدّ الإنسحاق أمام الحزب، وتأمين الأكثرية لمصالحه والمصالح الإيرانية، سواء مباشرة من خلال الإنضمام إلى محوره، أو مواربة من خلال “ربط النزاع” معه، وسواء من خلال تجنّب طرح المواجهة الشاملة معه والذهاب إلى طروحات انتخابية وكأنّنا لا نزال نعيش في نظام ديمقراطي!

من يتحمّل مسؤولية تغطية الإحتلال الإيراني للبنان واستمراره هم جميع قادة وأطراف تحالف 14 آذار سابقاً ومن دون استثناء، طبعاً إلى جانب حلفاء “حزب الله” وفي طليعتهم “التيار الوطني الحرّ”.

مواجهة الإحتلال الإيراني للبنان لا يمكن أن تكون بالحوار مع “حزب الله” ولا بالشراكة معه، كما يفعل الرئيس سعد الحريري وتيار “المستقبل”، وكما يفعل الوزير السابق وليد جنبلاط والحزب التقدّمي الاشتراكي. هذه التجارب، سواء الحوارية وسواء في الشراكة الحكومية، فشلت فشلاً ذريعاً، وأدّت إلى مزيد من تحكّم “حزب الله” بمفاصل الحياة السياسية اللبنانية والمؤسّسات الدستورية!

ومواجهة الإحتلال الإيراني لا تكون برفع عناوين كمثل “محاربة الفساد مع حزب الله” أو “التعاون مع الحزب ضمن المؤسسات”، كما فعلت “القوات اللبنانية”. وهذه المواجهة لا تكون حتماً بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة في بلد محتلّ، لأنّ “حزب الله” تمكّن بسلاحه من تعطيل النظام البرلماني الديموقراطي ومفاعيل الإنتخابات النيابية منذ العام 2005. وأيّ انتخابات نيابية لن تنجح في تحقيق أيّ تغيير في ظلّ سلاح الحزب والإحتلال الإيراني، لأنّ المطلوب أولاً وقبل كلّ شي، تحرير لبنان من هذا الإحتلال بكلّ الوسائل المتاحة.

ومواجهة الإحتلال الإيراني لا تكون بشعارات الثورة البرّاقة والحديث عن محاربة الفساد، لأنّ من أجهض الثورة وقمع إرادة اللبنانيين بالتغيير منذ اليوم الأوّل كان “حزب الله” الذي، وإضافة إلى اعتداء مناصريه المباشر على الثوّار في صور والنبطية وساحات بيروت، وضع خطوطاً حمراً أمام الثورة، رافضاً إسقاط الحكومة والعهد وأيّ حديث عن انتخابات نيابية مبكرة، وعطّل أي إمكانية ديموقراطية وشعبية للتغيير.

خلاصة كلّ ما تقدّم أنّ كلّ ما تقوم به القوى السياسية في لبنان بات عبثياً، في ظلّ السيطرة الإيرانية المطلقة وتعريض لبنان لخطر الدمار الشامل. والحلّ الوحيد يكون بتوحّد كلّ القوى الرافضة لهذا الإحتلال ولسيطرة “حزب الله”، وإسقاط كلّ الأنانيات السخيفة، وإعادة إحياء جبهة معارضة موحّدة ومتنوّعة تحت عنوان وحيد: تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني عبر الضغط دولياً لتنفيذ القرارات الدولية المتعلّقة بنزع سلاح “حزب الله” وكلّ سلاح خارج الشرعية. فهل من يُقدم على هذه المواجهة؟ أم سيُمعنون في الإستسلام لـ”حزب الله”؟