IMLebanon

ماذا يحمل الحريري العائد من الخارج في جعبته؟

كتب شادي هيلانة في وكالة “أخبار اليوم”:

 

تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة لا يبدو أنه سيكتب نقطة النهاية لهذه الأزمة العاصفة. لكن يمكن للحريري أن ينجح إذا تهيأت الظروف الداخلية والخارجية في مخاض عملية التأليف.

فبعد عودة الحريري من الخارج، ما الذي يحمله الرجل في جعبته؟ وهل يمكن أن ينجح في مهمته؟ كيف سيكون التعاون الخارجي معه، وخاصة في الدول الخليجية، في ظل الأزمة التي يعيشها لبنان، وأيضا في ظل التصعيد الاميركي ضد حزب الله؟

التعثر لأسباب اميركية

الحريري في موقف حرج بعد أن وصلته رسالة أميركية، مفادها التحذير من مشاركة حزب الله بالحكومة، وبخلافه، سيكون عرضة للعقوبات الصارمة، وأن الأخير بات يتذرع اليوم بذرائع داخلية غير حقيقية، ليصل بالمسار الحكومي الى ما بعد يوم 20 الجاري، بعدئذ يغادر الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، ويصبح الحريري في حلٍ من مقصلة العقوبات، ويسلك السبيل السلس الذي يفضي الى الحكومة المنتظرة.

مطلب الدول الخليجية

السعودية والإمارات والكويت التي لعبت حتى الآونة الأخيرة دوراً محورياً في دعم الاقتصاد اللبناني الهش تمتنع الآن بشكل ممنهج عن الانخراط في الأزمة الحالية مكتفية بإصدار بيانات عادية في مثل هذه الحالات تدعو إلى التهدئة. إلا أن الحكومات الخليجية لم تتخل عن لبنان ولا تزال مستعدة لمساعدة أي حكومة في بيروت، وستصبح شريكا موثوقا في تطبيق الإصلاحات الجدية، شرط كبح جماح “حزب الله” في البلاد.

أوروبا: الطبقة السياسية خارج الحكومة

امّا فرنسا، فهي أكثر دولة غربية مهتمة بأن يبقى لبنان مستقرا، لأنه الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا يزال لديها فيه نفوذ، فقد فقدت نفوذها في العراق، وخسرت جزءا من نفوذها في ليبيا، بالتالي هي معنية جدا بأن يتوصل اللبنانيون إلى حل ينهي الأزمة المتصاعدة.

بدوره الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا وفرنسا، تريدان حسم الأمور سريعا، لأن الوضع الاقتصادي متردٍ جدا. وشبح سيناريو يوناني بكل ما للكلمة من معنى يطرق على الابواب، ولكن اليونان تم إنقاذها بفضل المساعدات الأوروبية، أما لبنان فمن سينقذه حينها؟ فالقارة العجوز ليس مرادها عزل حزب الله، كما يتصور البعض، وإنما من أجل وضع كل الطبقة السياسية جانبا للقيام بالإنقاذ الاقتصادي. رغم تصنيف المانيا للجناح السياسي وتحديدا لحزب الله كمنظمة إرهابية، بعد أن كان ذلك يقتصر على جناحه العسكري. ولكن في الوقت نفسه يخشى حزب الله ذلك ويحاول أن يطمئن إلى بقاء نفوذه من خلال الحكومة ليسهل عملية تأليفها. وهو يعلم جيدا أن لا بديل عن الاصلاحات المستدامة وأن استقلالية الحكومة هي التي ستؤدي إلى حصولها على الدعم الخارجي، حتى من الصين.

في حال استطاع السياسي البارز تأليف حكومة بعد قيام التسويات في المنطقة ان صحتّ على ايدي الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن وإعادة لبنان الى الحضن العربي والاقتصادي، وجلب الأموال والمساعدات إلى لبنان.