IMLebanon

صيدا تلتزم معترضة ومستشفيات خاصة تدخل معركة مواجهة “كورونا”

كتب محمد دهشة في صحيفة نداء الوطن:

عشرات طيور “النورس” التي حطّت رحالها باطمئنان على سقف العوّامة البحرية “القلعة” التي ترسو في ميناء الصيادين في صيدا، والتي أقفلت أبوابها أمام زبائنها بعدما كانت تُقدّم لهم المأكولات البحرية، كشفت حجم الإلتزام بقرار التعبئة العامة والإقفال التام.

إستراحة النورس على “العوّامة” عكس الهدوء الذي يخيّم على المنطقة التي تُعتبر الأكثر ضجّة وازدحاماً على امتداد الكورنيش البحري. أقفلت المعالم الأثرية أبوابها أمام الزوّار، ولاسيّما “خان الإفرنج” و”القلعة البحرية”، الى جانب سلسلة من المقاهي والمطاعم الشعبية. خلت الشوارع من الحركة، وامتداداً الى الأسواق التجارية حيث التزمت المحال والمؤسّسات بالإقفال بالرغم من الإعتراض.

ووصف رئيس جمعية تجّار صيدا وضواحيها علي الشريف لـ”نداء الوطن” قرار الإقفال مع استثناءاته الكثيرة بأنّه “قمّة الغباء ونتحفّظ عليه شكلاً ومضموناً، إلّا أنّنا سنلتزم به لأنّ صحّة المواطن أولوية، وسنعطي مهلة أسبوع لإعادة النظر بالقرار، ونراقب مدى التشدّد باتّخاذ الإجراءات وتطبيقها، لأنّنا كأصحاب مصالح ومؤسّسات لدينا التزامات ومستحقّات، ولن نرضى أن نكون كبش محرقة، أو يتمّ تحميلنا فقط كقطاع تجاري المسؤولية. يجب أن يكون الإقفال تاماً وشاملاً لكافة القطاعات مع التشدّد بالإجراءات ورفع جهوزية المستشفيات”.

وانتظار التجّار خالفه أصحاب المهن الحرّة والمصالح المستقلّة الذين نظّموا وقفة إحتجاجية سلمية أمام مبنى “جمعية المقاصد”، رفضاً لقرار الإقفال من دون تأمين البديل أو وجود خطّة رسمية تساعدهم على الصمود وعدم الإفلاس، بمشاركة ناشطين من حراك صيدا ووسط إجراءات للقوى الأمنية. وأكّد بسّام كريم أنّ “الوقفة عفوية وهدفها رفع الصوت وتسليط الضوء على معاناتنا مع الاقفال، من دون تقديم خطّة عملية، قائلاً: “في لبنان نحن بعيدون عن النموذج الإيطالي، فالقطاع الصحّي والمستشفيات لم تستنفد كامل قدرتها بعد”، معتبراً أنّ “كورونا” وحده لا يقتل الإنسان، بل الجوع والغضب ايضاً، ونحن لا نريد الموت من الجوع ولا نريد الرحيل عن لبنان”.

وعلى وقع الإقفال، قرّر بعض المستشفيات الخاصة الإنضمام الى معركة مواجهة “كورونا”، بعد الإرتفاع بأعداد المصابين، وأعلن كلّ من مستشفى “النقيب” و”دلاعة” توفير أسرّة للمعالجة وأخرى للعناية، قابلة للزيادة مع خطورة تفشّي الفيروس، لينضمّا الى مستشفيات “حمّود الجامعي، لبيب الطبّي والراعي وشعيب”، الى جانب مستشفى صيدا الحكومي الذي كان الأول في خوض غمارها، بحيث بات لديه أكثر من 30 سريراً عادياً و8 للعناية الفائقة ويعمل على زيادة خمسة آخرين، وِفق ما أكّد رئيس المستشفى الدكتور أحمد الصمدي الذي أوضح أنّه يجري يومياً اكثر من 125 فحص “كورونا” أيضاً، مشيراً الى أنّ كافة أسرّة العناية الفائقة ممتلئة حالياً، وتمّ إشغال سريري عناية إثنين في قسم الطوارئ من أصل خمسة.

ومؤازرة لمعركة الإقفال والمستشفيات، اقفلت مساجد المدينة، على أن تؤدّى الصلوات في المنازل ويستمر نداء الأذان في المساجد، فيما أقام عناصر قوى الأمن الداخلي الحواجز المتنقّلة، بهدف مراقبة حركة التزام السيارات بالمفرد والمزدوج، وسطّروا عدداً من المحاضر بحقّ المخالفين.