IMLebanon

اهتمام تركي خاص بإعادة إعمار مرفأ بيروت

كتبت العرب اللندنية:

لم تستبعد مصادر عربية أن تكون الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني المكلّف سعد الحريري لإسطنبول، حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان طويلا، مرتبطة بموضوعين أساسيين، إضافة إلى موضوع لبنان بحدّ ذاته.

ورجحت هذه المصادر أن يكون الحريري بحث مع أردوغان مسألة المصالحة الخليجية من جهة والعلاقات التركية – الفرنسية من جهة أخرى والوضع اللبناني حيث لا توجد حكومة رغم الجهود التي يبذلها الحريري من أجل تحقيق هذا الغرض.

وأوضحت أن الحريري سعى إلى جس نبض الرئيس التركي حيال التطورات الأخيرة داخل دول مجلس التعاون الخليجي في ضوء المصالحة بين قطر وكلّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، إضافة إلى مصر التي هي خارج المجلس.

ولاحظت في هذا المجال ترحيب أردوغان بالبيان الصادر عن قمة الدول الأعضاء في مجلس التعاون التي انعقدت في منطقة العلا السعودية.

وأشارت إلى أن الرئيس التركي راغب في أن يكون جزءا من المصالحة الخليجية بصفة كونه الداعم الأوّل لقطر في سياستها على كلّ صعيد.

وتحدثت المصادر عن رغبة لدى الرئيس التركي في تخفيف لهجته العدائية تجاه ماكرون بشكل خاص وتجاه السياسة الفرنسية عموما، وذلك في ضوء الاستعداد التركي للتعاطي مع إدارة جو بايدن التي لا تكنّ ودّا لسياسات أردوغان وتوجّهاته.

ورأت في هذا المجال أن أردوغان يفضل تحقيق تقارب مع أوروبا، بما في ذلك فرنسا، من أجل تفادي قيام جبهة عريضة في وجه سياساته التي تشمل تدخلا عسكريا في ليبيا وتهديدات لجيران تركيا مثل قبرص واليونان.

وباتت تركيا تشعر بثقل الدور الفرنسي في مواجهة تحركاتها سواء في شرق المتوسط أو في ليبيا، وأن الهدف من السعي التركي الجديد هو تبريد الخلافات.

وكان لافتا البيان الصادر عن زيارة الحريري، خصوصا لجهة الإشارة إلى أن “اللقاء، الذي استمر ساعتين وتخلله غداء عمل، تضمّن عرضا مفصلا لآخر التطورات الإقليمية والتحديات المتعددة وسبل التعاون بين دول المنطقة لمواجهتها”.

كما تطرق الرئيسان الحريري وأردوغان إلى العلاقات بين لبنان وتركيا، وسبل دعم جهود وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت فور تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.

وترى مصادر دبلوماسية عربية أن تضمين البيان عبارة “آخر التطورات الإقليمية والتحديات المتعددة” يعني التطرق إلى الوضع الإقليمي بما يتجاوز العلاقات التركية – اللبنانية والدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في مجال إعادة الإعمار.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أن أردوغان عقد لقاء مع الحريري في قصر وحيد الدين بمدينة إسطنبول.

وأضاف البيان أن أردوغان أكد إصرار بلاده على تعزيز علاقاتها الثنائية العميقة مع لبنان في كافة المجالات. كما شدد على أهمية الاستقرار السياسي في لبنان، من أجل السلام والأمن في المنطقة، على حد سواء.

ومعروف أن لتركيا اهتماما خاصا بإعادة مرفأ بيروت وهو اهتمام تشارك فيه فرنسا التي بنت المرفأ في القرن التاسع عشر، فيما كانت بيروت لا تزال ولاية عثمانية.

وإثر التفجير الذي شهده المرفأ في الرابع من أب الماضي، سارعت تركيا إلى إرسال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إلى بيروت برفقة وزير الخارجية وعدد من المسؤولين الأتراك، لإظهار التعاطف التركي مع لبنان. وقال أقطاي، بعد لقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون، إن “تركيا مستعدة لإعادة إعمار مرفأ بيروت والمباني المجاورة له”.