IMLebanon

عناوين للتسلية في الأيام المقبلة

كتب طوني فرنسيس في صحيفة نداء الوطن:

باب التسلية مفتوح على مصراعيه، والحلول التي ينتظرها المواطنون مؤجّلة بفعل فاعل.

وبنود التسلية عديدة، جرى إدراجها في جدولٍ متين. يمكن اختيار بند وإغفال بنود، كما يمكن التعامل مع البنود دفعة واحدة وكأنها صليةُ كاتيوشا.

كان الهاجس ولا يزال لدى غالبية المغلوب على أمرهم غير الضالين، قيام حكومةٍ موثوقة تنخرط على الفور في وضع الأسس لعلاج الأمراض الفتّاكة التي تنهش الجسم اللبناني. تلك الأسس جرى تبويبها في المبادرة الفرنسية وحازت رضى القوى السياسية كافةً. الا أنّه بدلاً من الإلتزام بموجباتها، وأول تلك الموجبات قيام حكومة اختصاصيين مدعومة منها، إنصرفت الى نظمِ قصائد الغزل فيها، وتبنيها احتكاراً، الى حدّ جعل الآخرين خصوماً لها.

أُغرِقت المبادرة الفرنسية في بحر الودّ الشديد، وطارت مع حكومتها الى أبعد ممّا يمكن أن تصله الصواريخ الباليستية، ومعها طار الأمل في تحقيق برنامج وقف الإنهيار ثمّ النهوض المالي والإقتصادي والصحّي… والأمني الذي دخل من نوافذ الأزمة وتداعياتها.

لذلك كان لا بدّ من إشغال الناس بجدول أعمال جديد. يتحدّث الإمام الخامنئي ظهراً، فيتحدّث السيد حسن نصرالله مساء، يليهما رئيس “التيار الوطني الحرّ” بعد يوم ونصف. حديث السيّد حُدِّدَ للخوض في الشأن الداخلي بعد إفاضة سابقة في الشأن الإقليمي في ذكرى قاسم سليماني، تمّ خلالها تقديم المشرق العربي ساحة لإحياء الذكرى وتجديد الولاء. والبعد الداخلي الذي يُرجّح أن يتناوله نصرالله سيكون أيضاً عنواناً لحديث رئيس “التيار”، وللإثنين أضاف رئيس الدولة طبقاً للتذوق وإبداء الرأي، قِوامه تعديل الدستور من باب صلاحيات المجلس الدستوري، فيما ستطفو على الضفاف رواية أين سيجتمع سعد الحريري بميشال عون مع حفظ الألقاب وجزيل الإحترام.

انّها ورشة جديدة سينهمك فيها سياسيّو السلطة طلباً لمزيد من الوقت، وفي انتظار فتح حنفيات الحلول التي يزداد موعد فتحها إبتعاداً. فمع تقدّم جو بايدن الى موقع الرئاسة في بلاده بقوة، إثر البهدلة التي لحقت بترامب في موقعة الكابيتول، سيحاول خصوم أميركا التمسّك بمواقعهم استعداداً لمعرفة نيات الرئيس المؤسّساتي الجديد. وفي السياق، جاء تمسّك خامنئي أمس بالصواريخ والإنجازات الإقليمية ورفع العقوبات قبل أيّ تفاوض، وأنصار خامنئي لن يسيروا في اتجاه آخر، لا في الإقليم ولا في لبنان، فلنتسلَّ إذن بتعديل الدستور… أو إذا إقتضى الأمر بعودة اللاجئين السوريين إلى حضن الوطن!