IMLebanon

تهمة ازدراء الأديان: سعيد عبدالله مجدداً إلى التوقيف

كتبت مريم مجدولين لحام في صحيفة “نداء الوطن”:

 

المجاهرة بالإلحاد في لبنان طريقٌ وعر، يؤدَّب عليها الشخص المذنب ويُقدَّم ذبيحة “لفرض النظام” باسم “محاربة ازدراء الأديان وإثارة النعرات الطائفية”، بمباركة “الإجماع” على نبذ هذه الأفكار وأصحابها. وبعدما أوقف “اللاديني” سعيد عبدالله لمدة 46 يوماً بسبب منشورات على وسائل التواصل تطاول رموزاً دينية مسيحية وتشتم رئيس الجمهورية، اقتادته مجدداً مخابرات الجيش اللبناني من منزله في منطقة عيتات يوم أمس، بسبب منشورات لادينية هذه المرة تطاول رموزاً دينية درزية وتطال النائب السابق وليد جنبلاط.

“حين تكون “الردة” وسيلة للانتقام على الآراء السياسية، تكون المحاسبة سريعة، أعلم أنني سأحاسب بسرعة البرق على “كلمات” كتبتها، وسأُجلد على وسائل التواصل الاجتماعي، أما من يسرقنا وينهبنا وينام على نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت وقتل الآلاف ومن يحجز أموال المواطنين، لا يُحاسب أبداً”، بهذه الكلمات بدأ عبدالله حديثه لـ”نداء الوطن” ثم قص ما حدث معه: “الفيسبوك أو تويتر وسيلتان لا ثالثة لهما، أرمي فيهما ثقل مشاعري وغضبي عليهما، أعترف أنني غاضب من المؤسسات الدينية وغاضب من “البطالة” وأنا من حملة الشهادات العليا، الجوع كافر. وبالتزامن مع ظهور جنبلاط على أحد البرامج، كتبت منشورات على صفحتي التي لا متابعين كثراً عليها، “سُحبت” بسببها معصوب العينين من منزلي من قبل المخابرات ومن ثم طلبوا مني الركوع وصوّروني راكعاً، فقد رأيت شيئاً من الضوء وسمعت صوت الفلاش، ثم أجبروني على فتح هاتفي الجوال ببصمة اليد حيث فتشوه من دون موافقتي وانتهكوا خصوصيتي، وقاموا بجولة على كل ما فيه من صور أو ملفات ودخلوا على التطبيقات، وحذفوا كل المنشورات التي اعتبروها “مسيئة” لأحد رجال السياسة وتلك التي “تزدري الدين الدرزي””.

ويتابع: “بعدها أزاحوا قطعة القماش التي كانت تلف عيني وسألوني أسئلة كثيرة عن عائلتي وطلبوا مني أن أوقّع على “ورقة تعهد”، أتعهد فيها ألّا أعبّر فيها عن إلحادي بحرية وألّا أتعرض لرجال السياسة اطلاقاً، فرفضتُ التوقيع عليها والتزمت قراري حتى تم الإفراج عني، إلا أنه تم ابلاغي أن علي الحضور إلى مخفر سوق الغرب صباح الاثنين في القضية نفسها ومن المرجح أن يتم توقيفي مجدداً لأيام أخرى. غضبي كبير جداً فأين أفرغ غضبي؟ الفيسبوك هو ملاذي لإفراغ كل العصبية التي أشعر بها، هل انتحاري هو الحل”؟

أما أخوه زهير عبدالله فأكد لـ”نداء الوطن” أن “شخصية سعيد انطوائية ولا دائرة أصدقاء لديه وبلا عمل ولا أمل له بالمستقبل، وكل ما يكتبه على “فيسبوك” أو “تويتر” بالكاد يجمع إشارة “اعجاب” أو “لايك” واحدة، إلا أن هناك بعض الوشاة الذين لا يرحمون أحداً لن يتركوه بحاله، وغداً سيحاسب مجدداً على منشورات لا يراها أحد، لشخص “ملحد” لا يتضامن معه الا البعض وأتوقع أن يتم توقيفه مجدداً لأكثر من شهر أيضاً، وأن تقوم الجهات المعنية باعتماد المماطلة في القضية كالمرة السابقة كي يتمّ أيضاً تحويل القضية إلى المطالعة، ليعيده لاحقاً القاضي بدون اتخاذ أي إجراءات بحق الموقوف تماماً كما حدث المرة السابقة. فهل بهذه الطريقة ستتم “هداية” أخي إلى الديانات مثلاً؟ أو هل بهذه التصرفات سيكف عن تفريغ غضبه؟ كل الوقت الذي أمضاه في السجن ظلمه ودفعه إلى اعادة الكرة، فـ46 يوماً أي فترة توقيفه احتياطياً كانت من أطول الفترات التي أمضاها أي شخص في لبنان في التوقيف الاحتياطي، وعليه يشعر أنه مضطهد وأن اللادينيين مضطهدون”.