IMLebanon

مخطط “الحزب” لتدمير المؤسّسات

كتب طوني أبي نجم في “نداء الوطن”:

لم يعد مشروع إيران في لبنان عبر “حزب الله” خافياً على أحد. يستغلّ نظام الملالي المرحلة الإقليمية الانتقالية الحسّاسة، في محاولة لضرب ما تبقّى من مكامن قوة النظام اللبناني وكلّ أسسه، وذلك بهدف تطويع اللبنانيين، وإدخال لبنان المفلس والمنهار في منظومة دول مِحور الممانعة كدولة خاضعة ومطواعة.

آخر تجلّيات هذه الحملة هي التي قادها “حزب الله” عبر أدوات إعلامية، كان في الهجوم العنيف على مؤسّسة الجيش اللبناني وقائدها العماد جوزف عون، والهدف واضح ومزدوج: ضرب آخر معاقل الدولة وهيبتها ورمزها في لبنان من جهة، بما يسمح بسيطرة مطلقة لميليشيا الحزب عسكرياً وأمنياً. ومن جهة ثانية، ضرب المرشّح الرئاسي البارز وغير الخاضع لشروط “حزب الله” في مقابل ترشيحي الوزير السابق سليمان فرنجية والنائب جبران باسيل، في اعتبار أنّ دون ترشيح الدكتور سمير جعجع وغيره من الأسماء السيادية الفاقعة عقبات كثيرة، ليس أقلّها توازنات مجلس النواب الحالي والمعادلات الإقليمية المعقّدة.

وباستعادة الصورة في العامين الأخيرين، يمكن استنتاج مشروع الحزب بشكل واضح: ضرب شامل لصورة لبنان ومقوّمات نجاحه وعناصر قوّته، بدأ بحرب شنّها “حزب الله” على القطاع المصرفي اللبناني بقيادة مصرف لبنان، والذي لطالما شكّل العمود الفقري والعصب الأساس للبنان الليبرالي والحريات الاقتصادية، ولصورة لبنان الجاذبة في منطقة الشرق الأوسط. هذه الحرب المستمرّة من دون هوادة يخوضها الحزب عبر كلّ الأدوات الممكنة عبر وسائل إعلامه وأدواته السياسية أمام فروع مصرفية، وليس انتهاء بالتغلغل في الثورة لتوجيهها ضدّ المصارف، في حين أنّ هدف الثورة كان الطبقة السياسية وليس المصارف، لكنّ “حزب الله” حرف الثورة عن أهدافها ومطالبها تحت وطأة الاعتداءات على الثوار في ساحات وسط بيروت، وجسر الرينغ وصور والنبطية وغيرها من المناطق.

الهدف الثاني تمثّل بالمباشرة بضرب قطاعي المستشفيات والجامعات، لأنّ ميزة لبنان كـ”مستشفى الشرق” و”جامعة الشرق” لا تناسب مِحور الممانعة. فعمد وزير الحزب في وزارة الصحّة إلى استهداف المستشفيات الجامعية وتقليص سقوفها المالية في مقابل تعزيز السقوف للمستشفيات التي تدور في فلك “حزب الله”، كما لجأ إلى التهويل على المستشفيات لإخضاعها تحت شعار الادّعاء عليها ووقف التعامل معها.

ثمّ انتقل التحريض إلى الجامعات من بوابة الجامعة الأميركية في بيروت، عبر تنظيم التظاهرات ضدّ أحد أهمّ وأعرق الصروح الجامعية والحضارية في لبنان والشرق الأوسط، إضافة إلى التحريض العلني من إعلام “حزب الله”.

إنّه مسلسل متكامل بأهداف واضحة المعالم، تسعى إيران عبر حزبها في لبنان إلى الانتهاء من تنفيذه قبل مواعيد الاستحقاق الدستورية في العام 2022، ما يجعل السنة الحالية 2021 مِحورية في المواجهة مع المشروع الإيراني الممتدّ من لبنان إلى المنطقة ككلّ. وعلى اللبنانيين أن يصمدوا ويتّحدوا في مواجهة هذا المشروع، عبر الالتفاف أولاً حول الجيش اللبناني وقائده، ليس إنطلاقاً من تأليه المؤسّسة العسكرية ولا قائدها على الإطلاق، بل إنطلاقاً من أنّ الجيش اللبناني هو الخيار الرسمي الوحيد في مواجهات الميليشيات الإيرانية التي تطرح نفسها كبديل عن الجيش بدءاً بشعارات حماية الحدود والنفط والغاز وغيرها. وعلى اللبنانيين أيضاً أن يتمسّكوا بقطاعهم المصرفي والجامعي والاستشفائي، ولو أخطأوا، لأنّ البديل سيكون تحوّل لبنان إلى نموذج إيراني أو فنزويلي بالكامل.

باختصار، على اللبنانيين أن يواجهوا مشروع “حزب الله” الإيراني في لبنان، وإلا فإنهم سيخسرون حاضرهم ومستقبلهم، والأهمّ أن يقاوموا حتى لا يخسروا علاقاتهم العربية والغربية التي وحدها يمكن أن تعيد إلى لبنان ألقه وقدراته!