IMLebanon

ماذا وراء الضجّة الكبيرة حول المدينة الرياضيّة؟

كتبت جويل رياشي في “الأنباء الكويتية”:

تحولت مدينة كميل شمعون الرياضية الواقعة في بئر حسن (قضاء بعبدا عقاريا)، مادة تندر على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل اللبنانيين، إذ رأوا «أن المدينة تستخدم لكل شيء، عدا الرياضة».

بالفعل، حول وباء كورونا وجهة استعمال المنشأة التي تضم ملعبا لكرة القدم تحوطه مدرجات تتسع لـ 55 ألف متفرج جلوسا، وقاعة مسقوفة تتسع لـ 5 آلاف متفرج جلوسا، الى مكاتب ومرافق وباحات كبرى تحوطها، ومرائب عدة للسيارات تحت الأرض والى جانب المدينة، حيث كان مقررا إعادة تشييد المسبح الأولمبي بدل سوق الخضار القائم حاليا، وقد نقل المسبح الى منطقة انطلياس – النقاش على المدخل الشمالي الساحلي للعاصمة بيروت. المدينة بحلتها الجديدة شيدت بالكامل (ملعب كرة القدم) لاستضافة الدورة الرياضية العربية في بيروت في 1997، بعدما دمرها الطيران الحربي الإسرائيلي أثناء اجتياح إسرائيل للبنان في 1982.

وقد تمت عملية البناء بأموال سعودية وكويتية، لتمكين لبنان من استضافة الحدث الرياضي العربي، ثم كأس آسيا العام 2000. أما اليوم «فتحولت المدينة الى مستودعات بطلب من الدولة اللبنانية»، كما يقول رئيس مجلس إدارة المنشآت الرياضية المدير العام رياض الشيخة، وهي مؤسسة محدثة منذ 2018، بعدما كان الشيخة يتولى رئاسة مجلس إدارة مدينة كميل شمعون الرياضية منذ عام 2003. ويعزو الشيخة، في حديثه الى «الأنباء» السبب «إلى علاقتنا الجيدة بمؤسسة الجيش اللبناني وتحديدا القائد العماد جوزف عون. طلب منا الجيش الذي يتولى حماية المنطقة وله نقطة ثابتة فيها وضع الهبة العراقية من الطحين، فوافقنا. ثم تدخلت مطالبا وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة بالإسراع في توزيع الطحين بعدما تأخر تخزينه لدينا وقد كان محددا بـ 15 يوما. إلا ان الشحنة الأخيرة من الطحين التي تم رفعها من المدينة تمت في 15 الجاري. (كشف الشيخة ان السلطات العراقية علمت ببيع الطحين الى الأفران من المطاحن التي وزع عليها مجانا من وزارة الاقتصاد، فقررت وبحسب الشيخة حجب هبة أخرى كانت حمولتها 40 ألف طن). كذلك طلب إلينا الجيش وضع مستشفى قطري ميداني يضم ألف سرير ومرافق أخرى من 4 مولدات كهربائية وغيرها من معدات طبية وأجهزة تبريد (…). المستشفى موجود هنا منذ 4 أشهر، وكان مقررا توزيع أسرته بين طرابلس والجنوب. ووقع خلاف حول مكان تركيبه في الجنوب، إذ اختار البعض قرية معروب، فيما طالب البعض الآخر بوضعه في الحديقة العامة في صور. وحسم الرئيس نبيه بري الأمر بوضع أسرة قرب مستشفى قانا وتوزيع البقية في العاصمة بيروت». الشيخة تطرق الى مستشفى ميداني روسي تم تشغيله في باحة المدينة من قبل أطباء روس. «واللافت انه تم تركيب المستشفى في الساعة السادسة صباحا، بعد 3 ساعات من وصول طائرة خاصة روسية حملته الى بيروت في الساعة الثالثة فجرا.

إلا ان الروس غادروا بعد 15 يوما، لعدم إمدادهم بالمرضى لمعالجتهم». ويسهب الشيخة في الحديث عن كيفية الإفادة من المستشفيات، وهو الخبير في ذلك كونه قادما من مسيرة طويلة في تجهيز مستشفيات عدة خارج لبنان. ويعزو الواقع الحالي المؤسف للمدينة الرياضية وغيرها من المنشآت «إلى غياب الأموال الحكومية. وقد أحجمنا عن زراعة ملعب كرة القدم الرئيسي بالعشب الطبيعي، بسبب عدم نيل إدارة المنشآت أموال الصيانة العائدة لسنة 2020 من قبل وزارة المال، فضلا عن غياب الموسم الرسمي لكرة القدم». وتناول الشيخة طلب الجيش اللبناني تخزين كميات أخرى من الطحين العراقي في مجمع الرئيس اميل لحود المائي في النقاش، «لكني رفضت لأن المنشأة قيد الإنجاز وباتت في مراحلها الأخيرة». كما تطرق الى واقع منشآت أخرى في طرابلس (الملعب الأولمبي وقاعة الميناء المسقوفة) ومدينة بعلبك الرياضية التي لاتزال في عهدة المجلس البلدي للمدينة والمدينة الكشفية في منطقة سمار جبيل (قضاء البترون شمال لبنان). وذكر ان منشآت المدينة الرياضية تضم قاعة للرماية مستأجرة من قبل ناد خاص. وعدا ذلك لا مداخيل «رغم سماعنا كلاما عن نية أحد نوادي كرة السلة اعتماد القاعة المسقوفة أرضا له، لكننا رفضنا منح القاعة بالمجان».

وينهي الشيخة كلامه بالتأكيد على «اني بذلت ما في وسعي لإحداث فارق وخرق البيروقراطية الإدارية، معولا على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها».