IMLebanon

الثنائي الشيعي: الكلام عن التمديد لعون “معيب”

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:     

عندما يصف الثنائي الشيعي الكلام عن التمديد لرئيس الجمهورية بعد انقضاء ولايته بـ«المعيب والمرفوض»، يصبح لزاما على عون اسكات جوقة مستشاريه ونوابه ووزرائه عن التفوه بهذا الكلام الممجوج… رد الثنائي «بهذا القرف» على جس النبض الرئاسي للتمديد المزعوم هو ابلغ توصيف للصعوبات التي يواجهها مع الحالة العونية التي تخطت كل الحدود الحمراء وباتت تشكل عبئا عليه.

ولكن، بما ان الازمة اللبنانية المتشعبة اليوم تحتاج الى تضافر جهود كل القوى السياسية لتجاوزها، فان الثنائي يغض الطرف عن الكثير من الهفوات السياسية علنا وسرا، ويتحمل على مضض كل المهاترات القائمة حكوميا ورئاسيا على امل النجاح بتشكيل حكومة انقاذية تحمي لبنان واللبنانيين.

وفي هذا السياق، يتحدث الثنائي عن مبادرة انقاذية جديدة بدفع فرنسي مباشر بعد تواصل وتنسيق جهات من الاليزيه معه ومع قوى لبنانية وازنة من اجل دفع قطار تشكيل الحكومة الى الامام، وعلم هنا ان الاليزيه طلبت بشكل مباشر وشخصي من عون التنازل في مسالة وزارتي الداخلية والعدل، واصرت على الوسطاء لايجاد حل وسط يقضي بتسمية الرئيسين عون والحريري شخصيتين حياديتين لهاتين الوزارتين مرشحة اسماء محددة لتوليهما ما زالت قيد الدرس.

واذا صحت التوقعات، فان تجاوز عقبة هاتين الوزارتين لا يعني تشكيل الحكومة، حيث يبقى موضوع حصة رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان، وقد أُبلغ الوسطاء انه لا يمكن السير بتسهيل التشكيل قبل التوافق على توسيع الحكومة ومنح المير مقعدا يجد فيه عون ورئيس التيار الحر جبران باسيل منفذا غير معلن للحصول على ما يشبه الثلث الضامن.

غير ان المحاولة الفرنسية الجديدة التي تأتي هذه المرة بالتنسيق الكامل مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن لن تتولاها فرنسا بشكل مباشر وكامل، اذ تشير المعلومات ان واشنطن تعتزم ارسال موفد اميركي رئاسي الى لبنان، مؤكدة ان جولة السفيرة الاميركية دوروثي شيا منذ يومين الى بعبدا وعين التينة تأتي في اطار التمهيد وجمع المعلومات قبل وصول موفد بلادها.

واضافت المعلومات انه يبحث جديا التحضير لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت اذا نجح الوسطاء في تامين التوافق المطلوب لتشكيل الحكومة، ومن غير المستبعد وفقا للمعلومات ان تستعيض الاليزيه حاليا عن ارسال اي موفد من قبلها بانتظار معرفة تفاصيل حركة الموفد الاميركي وما قد يتوصل اليه الوسطاء اللبنانيين.

وفي كل الاحوال، فان المحاولة الجديدة لتشكيل الحكومة تأتي بالتزامن مع ما تسرب من معلومات امنية عن تحركات مشبوهة لبعض الخلايا النائمة، وهنا تتخوف المصادر من دخول هذه الخلايا على خط التحركات المطلبية التي بدأت في شمال لبنان والتي ستمتد وفقا لمعلومات مصادر سياسية وامنية الى كل المناطق اللبنانية تباعا.

وحذرت مصادر الثنائي من وجود معلومات موثوقة عن مساع لتحويل وجهة الخلاف بين عون والحريري من سياسي الى طائفي ومذهبي، مؤكدة ان الحديث ليس للتهويل بل يستند الى معطيات ووقائع موثوقة، وتتخوف المصادر ان تبدا بعض الشخصيات السياسية المعارضة بالضغط من خلال الشارع لتعميق الخلاف بين بعبدا وبيت الوسط ونسف اي تقدم في محاولات تصحيح العلاقة بينهما.

وهنا، يبدو لافتا استمرار تعويل الثنائي على حركة البطريرك الماروني بطرس الراعي التي سوف تواكبها في الايام المقبلة حركة مشابهة لدار الفتوى، وان كانت كل المعطيات الحالية تؤكد بان هذه الحركة قد تكون محدودة وفي اطار ضيق جدا لا سيما وان المملكة العربية السعودية رفعت مجددا الفيتو في وجه ترؤس الحريري اية حكومة يتمثل بها حزب الله باي شكل من الاشكال.

الا ان المستجد اليوم هو محاولة جهات سياسية وازنة في لبنان الترويج لشخصية سياسية غير الحريري لتولي رئاسة الحكومة، وعلم في هذا الصدد من مصادر موثوقة انه يجري طرح اسم احد السفراء لتكليفه تشكيل الحكومة، وتدعي شخصية مطروحة للتوزير انه لا حكومة قبل حزيران المقبل، في حين تروج الشخصية المعنية معلومات مفادها تواصل تلك الجهات السياسية مع شخصيات صاحبة اختصاص وغير حزبية لتولي الوزارات الحساسة موضع الخلاف لا سيما وزارتي العدل والداخلية.