IMLebanon

جدل في زحلة حول مستشفى تل شيحا ودوره في حملة اللقاح الوطني

كتبت لوسي بارسخيان في صحيفة نداء الوطن:

كتاب نواب زحلة ميشال ضاهر، جورح عقيص وسيزار المعلوف، الى وزير الصحّة يطالب بإضافة مستشفى تل شيحا الى لائحة مراكز اللقاح المضادّ لفيروس “كورونا” حتى لا تنحصر في مركز واحد في منطقة عدد سكانها أكثر من 500 ألف نسمة، لم يمرّ من دون إثارة جدل إعتمد أسلوب التخاطب عبر صفحات التواصل الإجتماعي…

فبيان “إنتقاد” صدر عن إدارة تل شيحا قوبل بردّ مباشر من النواب موقّعي الكتاب، ذيّله النائب جورج عقيص لدى نشره على صفحته طالب بسحب بيان تل شيحا الذي وصفه بالإنفعالي، والتراجع عنه فوراً.

وكانت إدارة المستشفى التي يرأسها راعي أبرشية زحلة والفرزل والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام درويش، قد أصدرت بياناً، عابت فيه على النواب عدم تنسيقهم معها في مضمون كتابهم، ليطلعوا على محتواه بواسطة وسائل التواصل الإجتماعي، معتبرة أنّ الكتاب الذي وجّه الى وزارة الصحّة، إضافة إلى أنّه لم يراعِ الأصول الواجبة، ولم يأخذ مجلس الإدارة علماً به، لا يغيّر في الوضع القانوني للمستشفى”، متمنّية ” لو أنّ نواب الأمّة لم يقعوا في هذه الهفوة القانونية”، و”أن يلتزم كلّ منّا بدوره وعدم تجاوز دور الأطباء والإدارة ومجلسها، بل أن يكون دور المحبّين دعماً لجهود المستشفى بشكل عملي، ولن تتردّد الإدارة حينها في إبراز دورهم في دعم المستشفى، بحيث أنّ مثل هذا التعاون يكون منتجاً للمستشفى وأهل زحلة والمنطقة”.

إدارة المستشفى أوضحت في بيانها أيضاً أنّ جهودها لضمّ مستشفى تل شيحا الخاص الى قائمة المستشفيات المعتمدة في تقديم اللقاح سبقت الكتاب، وهي تعود، وِفقها، لتاريخ 16 كانون الأول 2020، حيث بُحث الأمر مع وزير الصحّة من قبل المطران درويش ومدير المستشفى غابي بريدي. إلا أنّه بالرغم من إشارة بيان المستشفى الى ما لمسته إدارتها من تجاوب لدى وزير الصحّة، فإنّ قائمة الوزارة للمستشفيات التي ستقدّم اللقاح جاءت خالية من تسمية “تل شيحا”، وهي النقطة التي إنطلق منها ردّ النواب على بيان إدارة المستشفى، متسائلة عن أيّ هفوة قانونية تتحدّث الإدارة، وهل عمل الخير والسعي اليه لمصلحة جميع أبناء قضاء زحلة يحتاج الى إذن؟ وأي هفوةٍ هذه هي تلك المتمثّلة بدعم ادارة مستشفى تل شيحا في طلبها من وزير الصحّة اعتماد المستشفى كمركز تلقيح اضافي في قضاء زحلة؟ وعن أيّ هفوة تتكلّمون إذا بادر نواب المنطقة عندما اطلعوا على الخطّة الوطنية للتلقيح، الى تقديم طلب خطّي الى وزير الصحّة، بعدما اكتشفوا أنّ الخطة خَلَت من ذكرٍ لمستشفى تل شيحا وإهمال لطلب إدارتها؟

بيان النواب الذي انتهى الى شكر إدارة المستشفى على طريقتها الملفتة والفريدة في شكر من يقف الى جانبها، عكس أجواء غير ودّية تعيشها مدينة زحلة، يعتبر مراقبون أنّ ظاهرها جدل حول تل شيحا وتعزيز دورها في الحملة الوطنية للقاح، إلا أنّ خلفياتها لا تنفصل عن معركة كاثوليكية تُخاض في المدينة، تزامناً مع إنتخابات المجلس الاعلى للكاثوليك.

فاجتماع توقيع عقيص وضاهر على كتاب مشترك بالرغم من تنافسهما السياسي، يشكل إمتداداً لتنسيق كاثوليكي بدأ قبل أسابيع في المدينة، يجابه محاولات كنسية تجرى لفرض الوزير السابق سليم جريصاتي مرشّحاً “توافقياً” باسم زحلة عن نيابة رئاسة المجلس الأعلى للكاثوليك، الأمر الذي يواجه كاثوليكياً في المدينة للمطالبة بمرشّح أقلّ إستفزازاً لكلّ الاطراف…

أما بالنسبة لمستشفى تل شيحا ودوره، فما يهمّ أبناء زحلة وقضاؤها، سواء من كتاب النواب الى وزير الصحّة أو البيانين اللذين أعقباه، أنها جميعها تجتمع على مطلب واحد، وهو ضرورة ضمّ المستشفى الزحلي “العريق” بحضوره في المدينة، الى قائمة المراكز المعتمدة في حملة التلقيح الوطنية، والذي ينتظر أن تترجم عملياً إستجابة وزير الصحّة معه.