IMLebanon

مصر تدعم وتشجّع… ولكن

كتب أكرم حمدان في صحيفة نداء الوطن:

منذ أيام وقبل أن يحط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في القاهرة ويلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحضور وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات اللواء عباس كامل، وما تبع هذا اللقاء من اجتماعات شملت شكري وكامل، كان السفير المصري في لبنان ياسر علوي يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، تمهيداً لما هو قادم من أجواء القاهرة التي تحرص على التنسيق مع باريس وواشنطن ودول أخرى.

وقد استكمل السفير علوي جولته المحلية بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في وقت رجحت مصادر ديبلوماسية عربية أن تكون زيارة الحريري إلى القاهرة منسقة بين مصر وفرنسا وأميركا للدفع بإتجاه تشكيل الحكومة العتيدة.

وبينما تحدثت مصادر سياسية لبنانية عن إتصالات أجريت بين الرئيس المكلف والجهات الفرنسية، أفادت بتوصل باريس وواشنطن إلى موقف مشترك من الوضع اللبناني، وكشفت عن زيارة قام بها رئيس الإستخبارات الفرنسية برنار إيميه (سفير سابق في لبنان) إلى واشنطن من أجل تنسيق أميركي – فرنسي بشأن لبنان، إنطلاقاً من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعية إلى تشكيل حكومة تضم إختصاصيين، والقيام بالإصلاحات المطلوبة كي يتمكن لبنان من الحصول على مساعدات دولية.

وتقول مصادر ديبلوماسية عربية مواكبة للتحرك المصري لـ”نداء الوطن”: إن زيارة الحريري واللقاء مع الرئيس السيسي ووزير الخارجية ومدير المخابرات هي بمثابة دعم مصري واضح لجهود الحريري في السعي لتشكيل حكومة، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين القوى والأطراف اللبنانية إنطلاقاً من المبادرة الفرنسية.

وتؤكد المصادر أنّ “الأسلوب المصري يختلف عن غيره، إذ إن مصر جاهزة لبذل أي مساعدة تُطلب منها، ولكنها لا يمكن أن تقوم بأي خطوة إلا إذا اتفق اللبنانيون في ما بينهم وتقدموا خطوات إلى الأمام، خصوصاً وأن الحكومة المطلوبة هي حكومة مصغرة ولديها مهمة إصلاحية، ويجب أن تحظى بمباركة ورعاية المجتمعين الدولي والعربي لكي يتمكن لبنان من الحصول على المساعدات المنشودة لوقف التدهور الذي يعاني منه”.

وتشدد المصادر عينها على أنّ “مصر جاهزة ومستعدة للدعم والتدخل حيث يجب حتى بالنسبة لعودة لبنان إلى الحاضنة العربية، وهي تريد وتسعى لأن يستعيد لبنان دوره وموقعه العربي”.

وتلفت المصادر نفسها إلى أنّ “مصر مستعدة لأن توظّف كلّ علاقاتها على المستوى الدولي والإقليمي من أجل مساعدة لبنان وهي تنتظر أن تكون الخطوة الأولى تشكيل الحكومة”.

وتقول بأنّ “التحرّك المصري سوف يستكمل من خلال دخول الشركات والمؤسسات الأوروبية التي تنفذ مشاريع مشتركة في مصر لكي تحط في لبنان، ولكن المطلوب أولاً من اللبنانيين التقدم خطوات تُساعد في معالجة التأزم الاقتصادي بما يتماشى مع الحوار مع صندوق النقد الدولي وما هو مطلوب من إصلاحات”.

ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية أن يكون التحرك المصري في سياق قطع الطريق على إحتمال تصاعد أو عودة المجموعات المتطرفة، خصوصاً في شمال لبنان بعد الحوادث التي شهدتها مدينة طرابلس مؤخراً، وهو ما يمثل إزعاجاً للأمن القومي المصري، ويزيد من فرص حصول الفوضى في لبنان الذي يعاني من أزمات حادة قد تصل به إلى حافة الهاوية.

تبقى الإشارة إلى أن زيارة الحريري إلى مقر جامعة الدول العربية ولقاء الأمين العام أحمد أبوالغيط، ربما تُشكل رسالة غايتها تأكيد التمسك السياسي بالهوية العربية للبنان، وعدم تركه تحت تأثير إيران وتركيا.