IMLebanon

إحتفالات بـ”كورونا”… “على عينك يا وباء”

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

لم ينفع الإقفال، لم يدفع الناس للإرتقاء الى سلّم الوعي، على العكس، فقد فضح تصرّفات المواطن غير المسؤولة والتي جرّت القرى الى ويلات صحّية ومزيد من الإصابات. فالتذاكي تفاقم تحت مسمّيات عدّة، والسبب: عدم قمع المخالفات. قبل أن تنهي سهام حجرِها بعد إصابتها بـ”كورونا”، أقامت حفل استقبال لرفيقاتها في إحدى الجلسات العائلية التابعة لها. السيّدة التي رأت الموت بسبب عوارض الوباء، وأدخلها المستشفى ثلاثة أيام تجاهلت الامر، وعقدت حلقة نرجيلة وقهوة لرفيقاتها، ما دفع بالقوى الأمنية الى إقفال المكان بالشمع الأحمر. إقفال إعترضت عليه السيّدة بحجّة “خلصت كورونا، ومن حقّي إحتفل”.

ليست سهام وحدها من قرّر الاحتفال، أيضاً ف.م. الشاب العشريني الذي تبلّغ بإصابته بالفيروس، فأقام له رفاقه إحتفالاً ضمّ عشرين شاباً. نعم قرّر ف. الإحتفال بإصابته ما أثار حفيظة لجنة “كورونا” في البلدة التي تحرّكت على عجل وحجرتهم في شقّة، فالبلدة تواجه ارتفاعاً خطيراً في الإصابات، وبالرغم من ذلك لاوعي الشباب يأخذها الى جهنّم. ففي الوقت الذي تسعى فيه المستشفيات والجهات الصحّية الى تأمين أجهزة أوكسجين لإنقاذ المصاب وضخّ الحياة في جسده، هناك من لا يأبه لتفاقم “كورونا”، بل يتصرّف بلامسؤولية مستفزّة وِفق ما وصفها مرجع صحّي لفت الى “أنّ تصرّف الشباب ينمّ عن غباء سيجرنا الى ويلات صحّية ومزيد من الوفيات”.

بالرغم من تزايد أعداد الوفيات في منطقة النبطية بالفيروس، وكان آخرها وفاة السيدة الثلاثينية ندى حمدان بعدما وضعت رضيعتها جرّاء مضاعفات “كورونا”، وأيضاً إبن بلدة الخرايب محمود علي الدرّ، لم تتحرك المسؤولية عند الناس، بقيت الحياة على طبيعتها، والزيارات العائلية قائمة على قدم وساق، تحصد عشرات الإصابات اليومية، بسبب اللامسؤولية. لم يقنع الإقفال الناس بأهمّية الحجِر، ولم تنجح سياسات البلديات غير الفاعلة بحثّ الناس على التقيّد بمعايير السلامة، فالتذاكي والتحايل على “كورونا” شهدا سيناريوات مختلفة، إذ عمد أحد أصحاب محلات الكمبيوتر في منطقة النبطية الى اقفال باب المحل الخارجي، وأما في الداخل فشبّان صغار يمضون ساعات النهار والليل على أجهزة الكمبيوتر، بالإضافة الى قاعة للنرجيلة والبلياردو. لم تفلح الأجهزة الأمنية في إقفال المحل، والسبب “الباب مسكّر”، أمّا السيّارات فيتم ركنها بعيداً تجنّباً ” للعين”، ولكن ماذا عن “كورونا” وأعدادها المخيفة؟ لا جواب.

لم تشهد فترة الإقفال المزعومة التزاماً ولا حتّى تطبيقاً للقانون، فكلّ شيء فاتح، والمحال “فاتحة ع حسابها” حتى السوبرماركات لم تقفل، بل اعتمدت طريقة “اركن سيارتك بعيد وفوت”، للتحايل على الرقابة المفقودة.

على مدخل احد السوبرماركات في النبطية يقف شاب يراقب الشارع، تحضر سيارة وتخرج منها سيدة، ويسارع شاب الى القول “صفّي السيارة بعيد”، أمّا الوقاية فغائبة وقياس الحرارة مفقود.

امّا الغلاء فهو الحاضر الأكبر في الإقفال. لم يؤت الإقفال الا مزيداً من الاصابات، لم يؤدّ الى خفضها بل على العكس ارتفعت، ومن المتوقّع ارتفاعها أكثر نتيجة غياب سلطة الرقابة وخطّة الوقاية المحلية، تحت مسمّى أنّ الوضع المعيشي لا يسمح بإقفال محال تجارية مخالفة ولا صناعية تعمل لتؤمّن متطلّبات الحياة. أما “كورونا” فينازع وحيداً مع المصابين.

مخالفات بالجملة تسجّل يومياً: احتفالات، لقاءات عائلية، جلسات تحت الرصيف لارتشاف القهوة، مقاهٍ شرّعت أبوابها لاستقبال الشباب، وغيرها الكثير، كلّ ذلك يدفع الى السؤال: متى يعي المواطن مخاطر تصرّفاته وهل ينتظر مزيداً من الوفيات ليستيقظ؟ لا شيء يبشّر بالوعي، وفي ظلّ حالات الاستهتار الكبيرة فقد صدق مثل”يا فرعون مين فرعنك قلّن فرعنت وما حدا ردّني”.