IMLebanon

فادي سعد: لبنان باخرة من دون قبطان!

كتبت زينة طبارة في جريدة الأنباء الكويتية:

رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد، أن الكلام عن الأمن الذاتي فيه الكثير من التسرع، خصوصا أن هذا النوع من الأمن لا يحمي قادة الفكر والرأي الحر من عمليات التصفية والاغتيال، اذ لا يمكن لأحد أن يقوم مقام الدولة وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية في حماية اللبنانيين، وفي فرض الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اللبنانية، معربا في هذا السياق عن أسفه لكون قدر اللبنانيين أن تظهر بين مرحلة وأخرى، مجموعات اجرامية إرهابية متخلفة تشوه صورتهم السلمية والحضارية.

ولفت سعد في تصريح لـ«الأنباء» الى أن الملفت في مشهدية اغتيال الناشط والمفكر السياسي لقمان سليم، هو الوقاحة المتمادية في تعليقات البعض على هذه العملية الإجرامية، مشيرا على سبيل المثال، الى تغريدة جواد حسن نصرالله، نجل الأمين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصرالله، والذي قال فيها «خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب»، وكأنه بهذه التغريدة التي أرفقها بعبارة «لا أسف» أراد أن يقول «خرجو وبيستاهل».

وأكد سعد انه ليس بصدد استباق التحقيقات واتهام حزب الله أو غيره باغتيال سليم، لكن من المنطق أيضا، ألا يسارع البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى اتهام إسرائيل وقوات اليونيفيل ومجموعات آتية من المريخ بتنفيذ هذه العملية الإجرامية، سائلا: «هل من يفسر للبنانيين سبب عدم تعرض أي من قادة الفكر والسياسة في صفوف ما يسمى بمحور الممانعة، للاغتيال والتصفية؟»، تاركا للرأي العام الإجابة على سؤال، مكتفيا بالقول «كفا استغباء للبنانيين».

وعودا على بدء، أعرب سعد عن خشيته من العودة الى لغة التصفيات والاغتيالات، وبالتالي من اندلاع فوضى أمنية تدخل لبنان في نفق من السواد، وتجبر البعض على اللجوء فعليا الى الأمن الذاتي، مؤكدا انه للمرة الاولى منذ العام 1976، يعتريه خوف شديد على مصير لبنان الدولة والكيان، ففي ظل رئيس جمهورية يصرف الاعمال، وحكومة مستقيلة، وسلطة فاسدة، ومسؤولين سياسيين مستهترين بالمخاطر، وميليشيا مسلحة تستأثر بلبنان أمنيا وسياسيا، واهتراء شبه كامل في الجسم القضائي، لابد من ان يكون للخوف على مصير لبنان، الحيز الاكبر من تفكير العقلاء والسياديين وكل لبناني حر، واصفا لبنان اليوم بـ«باخرة دون قبطان وسط نوّ مخيف».

وختم سعد مطالبا للخروج من هذا النفق، بالرجوع الى سلطة الشعب عبر انتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج السلطة، وأي خيار آخر، جلد للذات وانجرار اكثر فأكثر باتجاه الفوضى ومنها الى المجهول.