IMLebanon

ستيفاني عطالله: فلنُحارب في سبيل لبنان

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

تطل ستيفاني عطالله بأدوار عفوية وشخصيات مثيرة للاهتمام وتتقدم في مسيرتها الدرامية بخطوات ثابتة وناجحة. “نداء الوطن” تواصلت معها في حوار ممتع مع تسليط الضوء على شخصية “سمر” التي تجسّدها في مسلسل “حادث قلب” وتفاصيل أخرى.

كيف تقيّمين تجربتك في “حادث قلب”؟

أنا ممن لا يحبّون مشاهدة نفسهم في التلفزيون. يراودني شعور غريب لدى رؤية الشخصية التي أقدّمها أعرف جيّداً أنّني لو كنت مكان “سمر” مثلاً لتصرّفتُ بطريقة مغايرة. ما استفزّني في هذه الشخصية تحديداً أنها مختلفة عني بالتفكير والتصرّف، لذا قررتُ خوض هذه المغامرة. كذلك أحدث دور “سمر” نقلة نوعية لي في عالم التمثيل.

هل يشبه “حادث قلب” واقعنا اللبناني؟

تشبه قصة “حادث قلب” واقعنا اللبناني. كلنا نعرف فتاةً كسمر أو شاباً كفادي. لذا النص مكتوب بواقعيّة مصحوبة بالخيال لجذب المشاهد. وقد أثنى المتابعون على “السوشيل ميديا” بأحداث المسلسل، خصوصاً أنها قريبة منهم ومن يومياتهم.

لماذا تركت الغربة وعدت الى لبنــان للتمثيل؟

أمي فرنسية ووالدي لبناني لكنني تربّيتُ في أجواء لبنانية صرف. أسافر كثيراً وأزور أهلي وأصدقائي في باريس، فأشعر بالحنين الى بلدي الأم، بالرغم من الصعوبات الكثيرة فيه. لا أجيد العيش في بلد “منّو لإلي” فقط كي أحقق طموحي المهني فيه، خصوصاً أنّ عوامل عدة تساهم في نجاح الممثل، أهمها في طريقة عيشه بسلام وراحة. أحب لبنان وأتمنى أن أتطوّر مهنياً في ربوعه.

تؤمنين بلبنان اذاً. هل تفكّرين بالإستقرار فيه؟

سأسرد لك واقعة قد تعبّر عمّا يخالجني تجاه وطني: جدي وجدتي أجنبيان لكنهما تعرّفا على بعضهما في لبنان، ولكثرة ما أحبّا هذا البلد تزوّجا فيه. قد أكون منزعجة من الوضع الحالي لكنني واثقة بأنّ الغد أفضل من اليوم، إذ علينا كشباب لبناني أن نحارب في سبيل هذه الأرض بدلاً من الإبتعاد عنها.

كيف تقيّمين واقع الدراما اللبنانية؟

بعض المشاريع اللبنانية تنجح بفضل الإنتاج المُحترم ومشاركة نجوم مهمين على الساحة الدرامية. لكننا نلحظ في الوقت عينه غياب الدعم عن بعض الأعمال الأخرى، فلا يُسلَّط الضوء عليها بالرغم من وجود ممثلين قديرين وطاقم عمل متجانس. آمل أن يُمنح الكتّاب الجدد ومشاريعهم الرضيعة فرصاً كي يُنفّذوا ويبصروا النور.

أتعلم أنّ آلاف المشاريع مرميّة في الجوارير؟

لذا نطالب بتمويل كافٍ لها كي نعزّز الثقافة في لبنان من خلال أعمالنا الدرامية. مبدعونا كُثر ولسنا مستعدين لخسارتهم بل علينا دعمهم لزرع بذور التقدّم والتطور.

هل ساهمت الدراما العربية المشتركة في انتشار الدراما المحلية؟

موضة الأعمال الدرامية المشتركة رائجة في الغرب، فبعض المسلسلات يشارك فيها ممثون بريطانيون وأميركيون مثلاً. تساهم الـPan Arab في توسيع قاعدة الممثل الجماهيرية، مع تعزيز الأعمال اللبنانية الصرف ودعمها. والجدير بالذكر أننا كعرب نتشارك اللغة عينها والمفردات نفسها لذا يمكن بناء أعمال سينمائية وتلفزيونية مشتركة وتقديم الأفضل للجمهور العربي.

هل من هدف تريدين تحقيقه عبــر التمثيل؟

يقول مثل انكليزي: “Aim for the moon and you’ll land among the stars”، أي “ضع هدفاً نصب عينيك فتصل الى أبعد نقطة ممكنة”. هدفي ليس المرور بفعاليات الأوسكار بل ربح الجائزة أيضاً!

أتحضّرين لعمل جديد؟

ستُعرض لي أعمال جديدة بعضها صُوّر منذ سنوات عدة والبعض الآخر منذ أشهر، كوني سأشارك في السباق الرمضاني عبر مسلسل “350 غرام” مع الممثلين عابد فهد وكارين رزق الله. كما أحضّر لعملين جديدين في السينما الأول يحمل إسم “فرح” والثاني بعنوان “Tuesday 12”.

هل تغيّرت نظرتك للحياة بسبــب الظروف الصحية والاجتماعية الصعبـة التي نعيشها؟

فقدتُ أحبّة على قلبي في العام المنصرم وشهدتُ على إنفجار بيروت وسقوط الشهداء والجرحى، لذا أدركتُ أنّ الحياة قصيرة ولا يجب الوقوف عند الهموم اليومية التي تواجهنا. أحاول أن أعيش اللحظة والتمتّع بكل يوم في حياتي.

لو قدّر لك مخاطبة من يملك مفاتيح التغيير في لبنان ماذا تقولين له؟

يقول يسوع المسيح: “أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم”. تربّيتُ على مبادئ الحب الحقيقي منذ صغري، إذ علّمني والداي أنّ أصعـب المشاكل يمكن حلّها بالحب. أتوجّه الى كلّ لبناني بكلمـة نابعة من القلب أقول فيهــا: “أنظروا الى الآخــــر بعين الحب، فتتغــيّر تصرّفاتكم وتساهمون بتعزيز الخير العام”.