IMLebanon

“القوات” تؤيد دعوة الراعي لمؤتمر دولي

كتب عمر البردان في “اللواء”:

تصر البطريركية المارونية على السير بمشروعها في الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية الأمم المتحدة، على ما قاله البطريرك بشارة الراعي، استكمالاً لما سبق وطرحه بضرورة حياد لبنان عن صراعات المحاور. ولا ترى بكركي مناصاً من عقد هذا المؤتمر لحماية لبنان من المخطط الذي يستهدفه، وفي سبيل تأمين أوسع دعم خارجي له، في مواجهة الأزمات التي يتخبط في تداعياتها، في وقت يبدو المسؤولون عاجزين عن تأليف حكومة طال انتظارها، بسبب الخلافات على المحاصصة لا يبدو أن موعد ولادتها بات قريباً، بالرغم من كل الاجتماعات واللقاءات الداخلية والخارجية التي تعقد لهذا الغرض.

وقد لاقت دعوة البطريرك الراعي تأييداً ودعماً من قوى سياسية لا ترى مخرجاً من هذا الواقع المؤلم، إلا من خلال حضانة دولية للبنان حتى يستعيد عافيته، ويتمكن من تجاوز الأخطار التي تتهدده على أكثر من صعيد، مع عودة الهواجس الأمنية وفي ظل تحذيرات من عودة مسلسل الاغتيالات، بعد تحذيرات لعدد من الشخصيات بوجوب أخذ مزيد من إجراءات الحيطة، خوفاً من استهدافها. وإن كان هناك من أبدى اعتراضات على تدويل الأزمة الداخلية، باعتبار أن ذلك سيزيد من التأزم ولا يفيد واقع الأمور بشيء.

وإذ يبدي حزب “القوات اللبنانية” تأييده لدعوة البطريرك الراعي من أجل عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، إلا أن مصادره تقول لـ”اللواء”، أن “الأجواء قد لا تكون متوافرة للسير بهكذا مؤتمر”. وتضيف:  ”هناك قرارات دولية لغاية الآن لم تر طريقها إلى التطبيق. وإذا كان لبنان جزءاً لا يتجزأ من الشرعية الدولية، فإن ضرورة أن تكون هناك رعاية دولية للبنان، تعد مطلبًا  أساسيًا، لا عودة عنه لأن لبنان جزء من الشرعيتين العربية والدولية، ولكن بالرغم من أهمية الدعوة البطريركية، فإن بكركي لم تصل إلى هذه الشكوى إلا نتيجة يأس “سيدها” من الفريق الحاكم”، مشيرة إلى أن “البطريرك كان يتوسط من أجل تشكيل حكومة، وكان يقوم بدور وساطة من أجل إنهاء الفراغ القائم. وعندما التجأ إلى المرجعية الدولية قال أننا لم نطالب بعقد مؤتمر دولي إلا بعدما وصلنا إلى نتيجة اليأس من المسؤولين اللبنانيين الذين لا يعيرون المصلحة الوطنية أي اهتمام، وإنما يتلهون بأمورهم الخاصة على حساب مصلحة اللبنانيين، وبعدما أدركنا أن هؤلاء المسؤولين عاجزون عن إيجاد حل للأزمة الداخلية، ما اضطرنا إلى اللجوء إلى المجتمع الدولي”.

وتشدد المصادر، على أنه “طالما أن البطريرك يقول أن المشكلة هي في هذا الفريق الحاكم، فإن “القوات” تضم صوتها إلى صوت بكركي وتطالب بتغيير المتحكمين بالسلطة وهذا الأمر  لا يتحقق إلا من خلال انتخابات نيابية مبكرة، وبالتالي من خلال إرادة اللبنانيين وصندوقة الاقتراع، ما يؤكد أن المشكلة هي في الفريق الذي يدير هذه الدولة، وبالتالي فإن معالجة هذه المشكلة، لا تكون إلا من خلال نخبة جديدة، تدير الدولة بمفهوم مختلف، إن كان على مستوى الإدارة بشكل عام، أو على مستوى التمسك بالدستور  والقوانين والتشريعات المطلوبة، والجانب السيادي في موضوع البلد”، مشيرة إلى أنه “في حال لم يحصل تغيير على مستوى الطبقة الحاكمة فإن اللبنانيين  سيبقون في الدوامة”.

وتؤكد، أن “مجريات الأمور لا توحي بكثر تفاؤل بإمكانية التخفيف من وطأة الأزمة القائمة، في ظل رفض السلطة القائمة الاستجابة لمطالب الشعب في التغيير المنشود، وهذا ما يظهر بوضوح من خلال سعي الفريق الحاكم إلى الضغط للحصول على الثلث المعطل في الحكومة الجديدة، ما يشير بوضوح إلى أن لا نية للإصلاح إذا استمر هذا الفريق متحكماً بمفاصل السلطة وقابضاً على مقدراتها مع حلفائه، الأمر الذي يفرض الإسراع في التغيير من أجل مصلحة البلد والناس، وهذا لا يتحقق إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة تعيد انتاج السلطة”.