IMLebanon

من هو ضحية الاغتيالات التالي بعد لقمان سليم؟

كتب سمير سكاف في “اللواء”:

يعتقد الرأي العام في لبنان أن إغتيال المفكر والباحث والثائر لقمان سليم ليس عملية يتيمة، بل قد يأتي ضمن سلسلة من الاغتيالات الأخرى. وهدف تلك السلسلة قد يكون رسائل للخارج أن الداخل اللبناني تحت السيطرة، وبالتالي التأكيد على أنه هناك إحكام للقبضة على الوضع في لبنان، لجعله ورقة تفاوض على الطاولة الإقليمية. وقد يكون الاغتيال أيضاً موجهاً في الوقت نفسه الى أصدقاء الداخل للمحافظة على بوصلة من أعطى الأمر بالقتل، لمنع انحراف رأي من قد تسوله نفسه عن رأيه.

ويرافق ذلك عدم الرغبة بالوصول الى معرفة هوية القاتل، لأن القاتل معروف، بالنسبة للبعض على الأقل. علماً، أن لبنان المكشوف أمنياً في الجرائم والاغتيالات لم يصل به التحقيق في لبنان الى التعرف على أي قاتل سياسي عندما تكون الضحية معادية بالرأي أو بالفعل لما يُعرف بمحور «الممانعة». ما يجعل من هذا المحور متهماً أساسياً، ولو لم يكن الوحيد، بتصفية معارضيه. والتهديد بالقتل قد ظهر علناً في عدد من الخطابات الأساسية لقادته. وبشكل عام، فإن هؤلاء القتلة لن يعرف بهم أي تحقيق في لبنان، وهم لا يخضعون للمحاسبة  (Untouchables)! ولكن المفارقة هنا التي تدعو للتساؤل هو لماذا لم يصل تحقيق تفجير بيروت والمرفأ الذي أدى الى وقوع أكثر من 200 ضحية وشهيد الى أي نتيجة بعد.

قد يتساءل البعض أي بروفايل هو الانسب ليتحول الى ضحية جديدة للاغتيالات؟ هل هو صاحب رأي حر عالي السقف ضد محور «الممانعة» كبعض الصحافيين، أو «شيعة السفارة» أم هو أحد الثوار، وقد وصل عدد شهداء الثورة الى سبع ضحايا، أم أحد قادة الأحزاب والمجموعات المعارضة لمحور «الممانعة»، أم شخصية أمنية غير محسوبة على هذا المحور…

بالتأكيد، أنه في لعبة القتل المخابراتي، قد يكون القاتل أيضاً هو أحد أعداء «المحور» لتقليب الرأي العام المحلي والدولي ضده. ولكن من غير المعقول أن يقوم العدو دائماً بمهمة الصديق ويقتل كل معارضي هذا المحور!

إن التنديد بقتل لقمان سليم من قبل الجهات الدولية لا قيمة فعلية له غير الضجيج الاعلامي. فعلى الرغم من نتائج المحكمة الدولية في مقتل الشهيد رفيق الحريري، لم تحرك هذه الجهات الدولية ساكناً. والأرجح أن سلسلة الاغتيالات هذه ستتحول بدورها الى ورقة ضغط في المفاوضات، ليس أكثر. وإن كانت دماء الشهداء، على المستوى الوطني، تروي الوطن ومسيرة الدفاع عنه وتنير مستقبل مشع من الأمل والحرية!