IMLebanon

“وقف العدّ” يلهب صراع الحريري – عون

لم يعد من مجال للشك بأن شعرة معاوية، التي بقيت حتى الأمس القريب موجودة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري انقعطت، أمس الأول، بعدما ألهب خطاب زعيم «المستقبل»، في الذكرى الـ 16 لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، العلاقات بين قصر بعبدا وبيت الوسط.

وأضحت فرص الخروج من الأزمة الحكومية معدومة ليدخل النقاش في البلاد حول حقوق الطوائف وصلاحيات الرؤساء و«الميثاق» بعد إعلان الرئيس عون فور انتهاء كلمة الحريري أن الأخير «يحاول فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق».

ودخل مستشار رئيس الجمهورية، الوزير السابق سليم جريصاتي على «العراك» السياسي بين الرئيسين، مستحضراً التاريخ والتوراة والإنجيل، إضافة إلى رفع شعار إلغاء الطائفية برمتها، رداً على تكرار مقولة «وقف العدّ»، أي تكريس المناصفة المسيحية الإسلامية.

واعتبر جريصاتي، في بيان، أمس، أن «خطاب الحريري تميز بخفة لا متناهية، وقد تكون غير محتملة، لولا إشارته التي لا تخلو من الخطورة المشددة بشأن وقف العد». وأضاف: إلى الرئيس المكلف أقول، لا وألف لا، لست أنت أو سواك من أوقف أو يوقف العد، ذلك أن ضمانة من هذا النوع هي من الميثاق والدستور».

وتابع: «كفانا تعالياً واستقواء، إذ نحن قوم لا يرهبنا تطبيع من هنا أو تخصيب من هناك، فهذه أرضنا، وهذا وطننا النهائي والسرمدي، من توراتنا إلى إنجيلنا، أرض مقدسة لتجربتنا الفريدة في العيش المشترك والتنوع والغنى والتفاعل من ضمن خصوصياتنا، التي هي ميزة لبناننا وليست على الإطلاق عنواناً للانغلاق والاستقواء بأي خارج عنا». وقالت مصادر سياسية متابعة، أمس، إن «الخلاف بين عون والحريري عميق وكبير، والثقة مفقودة تماماً».

مضيفة: «كلّ منهما له روايته الخاصة لما دار خلال فصول التشكيل على مر الأسابيع المنصرمة، وله أيضاً تصوّره الخاص لكيفية التأليف ودور كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف فيها»، مشيرة إلى أن «السجال في هذه القضية، وإقحام حقوق الطوائف وصلاحيات الرؤساء، ليس إلا لتحقيق المكاسب الفئوية عبر إثارة الغرائز واستنفار العصبيات».

ولفتت المصادر إلى أن «الحريري كشف بطريقة لا لبس فيها ما جرى معه، وقدّم صورة للائحة التي تسلّمها من عون، التي تتضمن أسماء الوزراء المرشحين للتوزير».