IMLebanon

صيدا: انتشار ظاهرة “الاستغاثة الإنسانية” لمساعدة الفقراء والمرضى

كتب محمد دهشة في صحيفة نداء الوطن:

بين العاصفة الثلجية “جويس” والعاصفة الصحيّة “كورونا”، تشتد معاناة الكثير من العائلات الصيداوية التي تئن تحت وطأة الفقر والجوع، مع الارتفاع المطرد في الأسعار في ظل ازمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، الأمر الذي فرض نمطاً جديداً في سلوك هذه العائلات التي اضطرت الى التخلي عن الكماليات بعد الحجز على أموالها في المصارف، وفقدان الأدوية في الصيدليات، والتهافت على السوبرماركت للتموين، وصعوبة ايجاد أماكن شاغرة في المستشفيات، وصولاً الى ارتفاع أسعار الغاز والبنزين والمازوت.

وفي ظاهرة جديدة، راحت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، يُلاحظ اطلاق نداءات استغاثة لمساعدة فقراء لتأمين قوت يومهم أو دفع ايجار منازلهم او تسديد ديونهم، أو مد يد العون لمرضى بحاجة الى اجراء عمليات عاجلة او شراء أدويتهم. وتقول الناشطة الاجتماعية أماني ابو زينب لـ”نداء الوطن” إنّ “انتشار هذه الظاهرة يشير بوضوح الى وجود أزمة خطيرة تستدعي التكافل الاجتماعي والانساني”، مشيرة الى أنّ “هذه الظاهرة برزت سابقاً خلال الأحداث والحروب والأزمات التي عصفت بلبنان، وقد عادت مجدداً مع الانهيار الاقتصادي والمعيشي العام الماضي، وبلغت ذروتها مع جائحة “كورونا”، وتتجدد اليوم مع الغلاء غبر المسبوق ارتباطاً بسعر صرف الدولار في السوق السوداء”.

وتؤكد أبو زينب ان “المؤسسات الاهلية والجمعيات الخيرية باتت تقوم بدور الدولة، ورغم ذلك فإنّ المساعدات لا تكفي نتيجة الامكانيات المالية المحدودة من جهة وازدياد اعداد المحتاجين من جهة أخرى، وهذا ما يدفعنا الى رفع الصوت عالياً من اجل قيام الوزارات المعنية وبخاصة الشؤون الاجتماعية بمسؤوليتها كاملة”.

صحياً، ولليوم الثالث على التوالي، تواصلت في مستشفى صيدا الحكومي عملية التلقيح وسُجّلت ملاحظتان مترابطتان، الاولى: عدم ظهور اية عوارض مهمّة على كل الذين تلقوا اللقاح في المركز، والثانية: الاقبال على التسجيل على المنصة بعدما بلغ عدد الذين تلقوا الجرعات أكثر من 356 شخصاً (54 في اليوم الاول، 132 في الثاني وما يزيد عن 170 في الثالث).

واعتبر رئيس مجلس ادارة المستشفى المدير العام الدكتور أحمد الصمدي لـ “نداء الوطن” أنّ “اليومين الاولين كانا ممتازين، لجهة التنظيم وسلاسة عملية التلقيح وعدم وجود ازدحام، لكن الأربعاء واجهنا صعوبات ظرفية نتيجة عامل الطقس العاصف، ثم ضعف الانترنت، ثم تلقي كبار السن فوق الـ75 عاماً اللقاح، وكانت حركتهم بطيئة حيناً وحضور بعضهم في غير موعده حيناً آخر، ورغم ذلك استوعبنا الأمر وفرزنا ثمانية عاملين لنقل المحتاجين على كراسٍ متحركة”، مضيفاً: “لم نتبلغ اي شكوى من الاشخاص الذين تلقوا اللقاح بظهور اية عوارض بارزة باستثناء الطبيعية منها عند تلقي اي لقاح”.

طبيعياً، اشتدت العاصفة “جويس” رياحاً وأمطاراً غزيرة على المدينة مصحوبة بتساقط حبات البرد مع تدنٍّ ملحوظ في درجات الحرارة، وأدت الرياح القوية الى ارتفاع امواج البحر وتوقف حركتي الملاحة والصيد. وأعلنت فرق بلدية صيدا استنفارها لمواكبة العاصفة، ولم تسجل اي اضرار تذكر وسط ملازمة المواطنين منازلهم. وخرق المشهد قيام مجموعة من الهواة بممارسة رياضة السباحة في المسبح الشعبي غير آبهين بالعاصفتين معاً.