IMLebanon

اللقاح يصل عكار وتعويل على أطبّاء المنطقة لإقناع الناس بتلقّيه

كتب مايز عبيد في صحيفة نداء الوطن:

وصل اللقاح الخميس إلى عكار، وانطلقت عملية التلقيح في مستشفى “عبدالله الراسي” – حلبا، وهو المستشفى الحكومي الوحيد في المنطقة، في هذه المرحلة، بعد أن واجه المستشفى الحكومي وفريقه الطبي والتمريضي في الجزء الأول من هذه الجائحة، بكل ما امتلكوا من طاقات، وذلك لتحقيق الحد الأدنى من المناعة المجتمعية للحد من انتشار “كورونا”. وبجرعتها الأولى، وصلت اللقاحات التي خصصتها وزارة الصحة للمستشفى الحكومي في عكار آتية من بيروت.

واستهدفت عملية التلقيح في يومها الأول الأجهزة الطبية والعاملين في أقسام “كورونا” في مستشفى حلبا الحكومي، وباقي المستشفيات في المنطقة، وقد اتُخذت لأجل ذلك الإجراءات والترتيبات كافة المعمول بها وفق بروتوكول موحّد في مختلف مراكز التلقيح على مختلف الأراضي اللبنانية، لجهة احترام المسافات الآمنة ووضع الكمامات، بإشراف طاقم طبي وتمريضي في غرفتي الانتظار قبل التلقيح وبعده، وفق الآليات والأولويات المحددة من قبل وزارة الصحة واللجنة الطبية لمحكافحة كورونا. وشهد اليوم الأول إقبالًا متوسطًا للأشخاص المسجلين عبر المنصة المخصصة للقاح التي وضعتها وزارة الصحة لهذه الغاية.

وقال مدير المستشفى الحكومي في عكار الدكتور محمد خضرين لـ”نداء الوطن”: “أحوال الطقس السيئة، حالت دون وصول بعض ممن سجّلوا أسماءهم، ولكن الإقبال في يومه الأول مقبول، وفي اليوم الثاني لا شك سيكون أفضل”. أضاف: “وصلنا حالياً 180 لقاحاً لـ 180 شخصاً، محددين سيتم تلقيحهم في اليومين الأول والثاني، بانتظار وصول دفعات إضافية من اللقاحات لأشخاص مسجلين عبر منصة وزارة الصحة الخاصة بهذا اللقاح”.

وأكد خضرين أننا في الأيام المقبلة “قادرون على تلقيح 150 شخصاً في اليوم الواحد، وأكثر من هذا العدد أيضًا إذا اقتضى الأمر، ولكن ذلك يعود إلى الإقبال من أهالي المنطقة على اللقاح والتسجيل”. ودعا خضرين أهالي المنطقة “للتسجيل على المنصة المخصصة للقاح من دون خوف أو تردد؛ وذلك من أجلهم ومن أجل الأشخاص المقربين منهم، خصوصاً من كانت لديهم أمراض مزمنة وكبار السن في المنزل. فاللقاح آمن ومجاني ويحمي الجميع، ولا داعي لأي قلق في هذا الشأن، كما أنه لا بديل عن تلقي اللقاح للنجاة من هذا الوباء الخطير”.

كما كان لـ”نداء الوطن” لقاءات مع أطباء وكوادر في الطواقم الطبية التي تلقت اللقاح الخميس، حيث أعربوا جميعهم عن “الشكر للفريق الذي تولّى عملية التلقيح في المستشفى الحكومي”، وأكدوا أنهم “وبعد تلقي اللقاح لم يشعروا بأية عوارض أو مضاعفات سلبية، كما يحاول البعض أن يشيع، وهذا ما يؤكد أن اللقاح آمن، ونحن كنا في الخط الأمامي لمواجهة الوباء وكذلك أول المتلقين للقاح، وهذا ما يجب أن يشكل عامل ثقة للجميع. ندعو أهلنا في عكار إلى ضرورة التسجيل على المنصة من أجل صحتهم وصحة عائلاتهم”.

ويذكر أن أعداد الأشخاص المسجلين من عكار على منصة وزارة الصحة لتلقي لقاح “كورونا” ما زالت خجولة، وتجري دعوات من أطباء المنطقة للأهالي، لضرورة التسجيل وحجز الأدوار عبر منصة كوفيد. وهناك أعداد كبيرة من العكاريين لا يزالون مترددين أمام اتخاذ القرار بالتطعيم، ويقومون بشكل دائم باستشارة الأطباء المعروفين لديهم حول اللقاح وأمانه، قبيل اتخاذ القرار بالتلقيح، بينما يُطمئن أطباء المنطقة الأهالي بأن اللقاح ضروري لتشكيل شبكة أمان صحي واجتماعي في مواجهة فيروس “كورونا”.

ويعوّل على عملية التلقيح وانطلاقها، في الحد من الإنتشار المتسارع للفيروس وعداد الإصابات المتزايد في عكار، حيث غزا الوباء القرى والبلدات، ودخل إلى كل بيت، ونشر المزيد من الهلع والخوف بين الناس. ولأن الفيروس مستجد، فإنه كان حتى فترة قريبة مصدر تساؤل بين الناس وهناك الكثير كانوا يعتقدون بفكرة “كورونا كذبة”. لكن المفارقة اليوم تكمن الآن بأن المواطنين الذين كانوا يعتقدون بخدعة كورونا، يعتقدون الآن بعدم جدوى اللقاح ويتوجسون منه، ومن هنا يأتي التعويل على دور الأطباء وأصحاب الإختصاص والمطّلعين على هذا الملف، بإقناع الناس بأهمية اللقاح وبأنه آمن، وبالأخص لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس ثم تماثلوا للشفاء.