IMLebanon

هل يدفع “الحزب” الأزمة اللبنانية باتجاه التدويل؟!

كتب سمير سكاف في “اللواء”: 

هل يعني تدخل دولة غير لبنانية في الشؤون اللبنانية تدويلاً للأزمة؟ وما الفرق بين التدخل السوري والروسي والايراني والاميركي والفرنسي والسعودي…؟! أليست كل هذه التدخلات تدويلاً؟!! أم أن المقصود هو دخول قوات مسلحة غير لبنانية الى لبنان؟ أم إن التخوف هو من تدخل للأمم المتحدة بعد إعلان لبنان دولة فاشلة؟ ومن يجبر حزب الله على الاستمرار، مع كل الطبقة السياسية، في الاداء السياسي نفسه الذي يؤدي الى فشل الدولة، وبالتالي الى احتمال تدويل او تدخل خارجي؟! وهل فشل الدولة اللبنانية، التي يساهم حزب الله به مع حلفائه ومع خصومه من أهل السلطة، يحتم على اللبنانيين البقاء في جهنم بذريعة التخوف من التدخل الأممي لتحقيق مصالح اسرائيل؟ وهل يجب أن يموت اللبنانيون اختناقاً مخافة أن يموتوا تآمراً؟! وهل يكفي تهديد «السيد» بالحرب في حال التدويل بإنقاذ اللبنانيين، وهو الذي يفرض المحاصصة المذهبية والمحميات السياسية على الحكومات، بعيداً عن أي محاولة لبلوغ المواطنة؟

هل يُعتبر تدويلاً دخول سلاح الى لبنانيين آخرين لحماية أنفسهم؟!

لن نعود الى قبول «السيد» بالاحتلال السوري للبنان ولا الى وجود قادة عسكريين إيرانيين على جبهات لبنانية… ألم تكن هذه الأمور، بالحد الأدنى أنواعاً من التدويل؟! ولكن أيضاً هل يعتبر «السيد» تدويلاً دخول سلاح غير لبناني الى أطراف أخرى لبنانية غير حزب الله لمقاومة اسرائيل والخطر الارهابي حصراً؟ أم أن حزب الله يريد احتكار توصيف «المقاومة»؟ أو إن حزب الله لا يثق بوجود سلاح في لبنان في أي يدٍ غير أيدي مقاتليه؟ وبالتالي فإن أي فريق آخر، بحسب ما يؤمن به الحزب، قد يستعمل سلاحه، فيما لو تسلح، ضد حزب الله أو لمصلحة إسرائيل؟ وممنوع على أي كان التسلح مثلاً لأن يحمي نفسه من داعش أو لأن يشارك في حماية نفسه. وبالتالي فإن حزب الله سيحمي اللبنانيين، الذين لن يسمح لهم أن يحموا أنفسهم بانفسهم! مما يبرر بقاء السلاح وأهميته لغير جمهور المقاومة!

الخطاب الذي يتهم نوايا منتقديه تقسيمي!

والحري بحزب الله بدلاً من أن يحاكم نوايا الشعب اللبناني الرافض لسياساته وتصرفاته ويتهمها أنها عميلة أو مفبركة أن يدرك أنها لبنانية 100%، وأن يتوجه الى عقول اللبنانيين، وأن يأخذ بآرائهم. وإلا فإن أداءه وخطابه يكون تقسيمياً!

الثورة طالبت وتطالب بحلول صُنعت في لبنان!

رفضت الثورة في لبنان، برفضها تدخلات كل المحاور الإقليمية والدولية، التدويل في 17 تشرين ورفعت العلم اللبناني وحده، ولكنها جوبهت بالتعنت والرفض للعودة بلبنان الى الوطن! وذلك، حتى لو يأست اليوم الكثير من الأصوات من احتمال أي إصلاح داخلي وأصبحت تستغيث بأي من أصدقاء للبنان في الخارج. ولا يعني رفضهم كلن يعني كلن تلقي الثورة لأي تعليمات أو توجيهات من أي كان، بوجه من يفاخرون بالانتماء لمحاور مختلفة! ولكن مؤشرات الواقع تدل أن الحلول الداخلية للأزمة مع بقاء أهل السلطة أصبحت مستحيلة! وهذا ما يظهر مع المبادرة الفرنسية التي تعاطت مع أهل السلطة كأمر واقع، بعكس إرادة الشعب اللبناني… وفشلت!

حزب الله قادر على منع الحاجة للتدويل بدلاً من رفضه واقعاً!

ما يمنع تدويل الأزمة اللبنانية، هو منع الحاجة إليه! ويكون ذلك بدولة قوية قادرة بإدارتها الرشيدة وغير الفاسدة للاقتصاد وللحياة الاجتماعية من تحقيق العدالة الاجتماعية، وقادرة بسلاحها وحده على حماية الجميع! ويدرك حزب الله أنه بتقديم سلاحه للجيش اللبناني، فإن عناصر الجيش الحسني التدريب سيمتلكون القدرة والتجهيز العسكري لحماية لبنان.

يدرك حزب الله أيضاً أن تأثير سلاحه، باستعماله في السياسة، على القرار اللبناني وفشله مع «كلن يعني كلن» بحماية اللبنانيين سيفرض عليه وعلى كل اللبنانيين خيارات خارجية، وقد تكون أممية، من دون أن تكون بالضرورة تحت الفصل السابع. وبالتالي، فإن الدعوة الى التدويل هي إشارات مرسلة الى الدول الأجنبية من الحزب نفسه ومن حلفائه ومن خصومه من أهل السلطة… معاً! وعندها، بحرب لا يتمناها أحد أو بغير حرب يصبح التدويل ممكناً أو حتى مفروضاً!